لا نختلف بشريا او جغرافيا عن الدول الاخرى المشاركة لنا في الاقليم الا ان الملاحظ هو استفرادنا دون الآخرين بالنكبات والمصائب والازمات الامنية والسياسية والاقتصادية، فمن خطف طائرات الى تفجير مقاهٍ وسفارات وانهيارات اسواق مالية حتى انتهينا بالاحتلال الصدامي البغيض، فأين يكمن الاشكال الحقيقي؟!
يعتقد البعض اننا ننقسم في الكويت الى حكوميين ومعارضة، اسلاميين مقابل ليبراليين، اغنياء وفقراء، حضر وقبائل، سنة وشيعة، دستوريين وغير دستوريين، وطنيين وغير وطنيين.. الخ، والحقيقة انني اعتقد ان الانقسام الحقيقي والمؤثر في الكويت والذي كان السبب الرئيسي خلف نكباتنا السابقة قائم على معطى مختلف تماما عما سبق.
فضمن الانقسام المؤثر الذي نراه ونعتقده يصطف ضمن الفريق الاول حكوميون ومعارضة، اسلاميون وليبراليون، اغنياء وفقراء، حضر وقبائل، سنة وشيعة، دستوريون وغير دستوريين، وطنيون وغير وطنيين، كما يصطف ضمن الفريق الثاني حكوميون ومعارضة، اسلاميون وليبراليون، اغنياء وفقراء.. الى آخر المنظومة.
وضمن رؤية الفريق الاول الاعتقاد الجازم ان الكويت «دولة زائلة» بالضرورة، لذا يجب التعامل معها بناء عل هذا المعطى، فيتم تناسي كل الاسس الثابتة التي تقوم عليها الامم والاوطان من احترام القانون ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وخلق مشاريع جادة دائمة.. الخ، وتعزز في المقابل مفاهيم الواحة المؤقتة في النفوس والاذهان وهو ما كان قائما قبل عام 1990 حتى انتهينا بما خططناه تماما لأنفسنا، اي الاختفاء والزوال.
الفريق الآخر غير المسموع صوته او المحترم رأيه هو من يرى العكس من ذلك، اي ان الكويت هي «بلد دائم» يجب ان يخطط لبقائه لالف عام حاله حال دول العالم الاخرى عبر تسويق مبدأ «الديمومة» عملا وقولا، ومن ثم ضرورة تغيير النهج السابق الذي انتهى بنا الى الف كارثة وكارثة وكي لا تنتهي بنا غفلتنا الى مصير امم وشعوب سادت ثم بادت واصبحت عينا بعد اثر، والحديث ذو شجون.
آخر محطة:
شاءت المصادفة التاريخية البحتة ان يرجع لنا وطننا بعد 6 اشهر من الاختفاء، وندر تاريخيا ان تسقط وتدمر البلدان الصغيرة ثم يتاح لها العيش، لذا يجب ان نستوعب حقيقة ان الضياع هذه المرة قد لا تتبعه عودة ابدا، وحفظ الله بلدنا من كل مكروه.