الجميع يسمع ويتكلم عن انفلونزا الخنازير والقلة القليلة هم من قرأوا عنها وحاولوا ان ينأوا بأنفسهم عن الاصابة بها، ففي البدء ليس جديدا ان تصاب الخنازير حالها حال الإنسان بالانفلونزا الا ان ذلك المرض لا ينتقل عادة للبشر والاستثناء هو الڤيروس الحالي المسمى «A-H1N1» الذي هو مزيج من ڤيروسات انفلونزا الخنازير وانفلونزا الإنسان وانفلونزا الطيور أي تحالف ڤيروسات مستعدة للفتك بالإنسان.
وقد حدثت الإصابة الأولى بهذا الڤيروس الجديد بالمكسيك أوائل شهر أبريل الماضي ولا يعرف أحد حتى هذه اللحظة مدى خطورة ذلك المرض الا ان المختصين يتوقعون ان يكون أكثر شدة وأوسع انتشارا من أنواع الڤيروسات الأخرى كونه جديدا ولا يملك الناس مناعة طبيعية ضده.
وتظهر الدراسات ان نسبة الوفاة بسبب انفلونزا الخنازير تصل الى 0.4% وهي مقاربة لنسبة الوفاة بسبب انفلونزا الانسان الا ان هذه النسبة قد تزيد بعد فترة كما حدث لوباء انفلونزا الانسان عام 1918 الذي يقال انه تسبب في وفاة 50 مليون شخص في العالم قبل ان يكتسب الانسان نوعا من المناعة الطبيعية ضده ويتوصل العلماء للتخفيف من أعراضه المصاحبة.
وتتشابه أعراض انفلونزا الخنازير مع اعراض الانفلونزا العادية ويتم التفريق بين الاصابتين بالفحوص المختبرية فقط ويتوقع ان تتواجد تطعيمات او لقاحات ضد انفلونزا الخنازير بداية شهر نوفمبر القادم ويتوافر في الوقت الحالي دواءان فعالان للعلاج والحماية هما اوسيلتاميفير وزاناميفير (سنة ذهبية أخرى لصناع وموزعي الأدوية!).
والفئات الأكثر احتمالا للإصابة بانفلونزا الخنازير تتمثل فيمن هم فوق 65 عاما أو تحت سن الخامسة والنساء الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والربو والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، وتنتشر الانفلونزا بين الناس عبر اللمس والعطس لذا تكمن سبل الوقاية في غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب الأماكن المزدحمة أو القرب من المصابين بالانفلونزا (هل سيصدر قرار حكومي بمنع مصابي الانفلونزا من الذهاب لمقار العمل؟!).
آخر محطة:
(1): استعنت بالمعلومات آنفة الذكر من اصدارات الجمعية الملكية الأردنية للتوعية الصحية حيث لم اقرأ شيئا بهذا الخصوص من الجمعية الطبية الكويتية.
(2): في تقرير لمراسل محطة «العربية» من الأردن الزميل سعد السهلاوي اظهر كيف ان كثيرا من العادات الاجتماعية تساعد على انتشار ذلك المرض الخطير مثل تقبيل الأنف والوجنة والشرب من فناجين قهوة مشتركة والأكل من صحن كبير واحد (غنجة بالكويتي) ومرة أخرى يثبت ان عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة ليست صحيحة أو صحية بالضرورة.