سامي النصف

الأبطال الحقيقيون والأبطال الزائفون

عندما احتل بلدنا الطاغية صدام في ليل مظلم داهم ظهر معدن الشعب الكويتي بجميع فئاته وطوائفه بأجل وأجمل صورة وتسابق الرجال والنساء لتقديم دمائهم وارواحهم رخيصة فداء للوطن، وخط الشهداء امثال مبارك النوت واحمد قبازرد ويوسف المشاري وأسرار القبندي والآلاف غيرهم اسماءهم بأحرف من نور ودخلوا التاريخ كأبطال حقيقيين لبلدنا.

اذا كان ابطال الكويت الحقيقيون قد تصدوا لسلطة الغزاة القمعيين ودفع احدهم روحه ثمنا لعدم انزال صورة السلطة الشرعية للبلاد فقد تصدى ابطالنا الزائفون هذه الايام لتلك السلطة الشرعية وهددوا رجال امننا من حضر وقبائل بوضع جثثهم فوق جثث مناصريهم الذين حملوهم على الاكتاف بعد ان خدعوا بأصوات حناجرهم العالية وقديما قال امير الشعراء احمد شوقي:

هتف الشعب بأسماء قاتليه يا له من ببغاء عقله في اذنيه

ويدعي بعض ببغاوات شارع الصحافة بأن لا محاسبة على الرأي وان الامم المتقدمة لا تحجر ولا تسجن احدا بناء على رأي يقوله ويا له من حديث افك يكذبون به على انفسهم ويغررون به بالشباب الغر الصغير، ففي أم الحريات اميركا تسجن لاشهر او سنوات لو حرضت على الكراهية او شككت في الهولوكست وقبل مدة حجزت لوريل غريغ كونها شككت في كيفية تعاطي الحكومة مع اعصار كاترينا، كما سجنت الصحافية الشهيرة جوديث ميللر لمدة 6 اشهر مع النفاذ بسبب طريقة تعاملها مع احدى القضايا السياسية.

وفي بريطانيا حبس لمدة ثلاث سنوات المدعو عمر عثمان (ابوقتادة) لا لقنابل صنعها او لأعناق قطعها بل لآرائه المتشددة التي تثير الكراهية وتمس الامن القومي ومنعت عنه الزيارة كما منع من التحدث بالهاتف الا باللغة الانجليزية، وهناك عشرات الامثلة التي وجدتها على الانترنت والتي تظهر انه حتى اكثر الدول ليبرالية وتحررا مثل سويسرا والسويد وسنغافورة ونيوزيلندا تحاسب وتحجز وتسجن من يدلي بآراء تمس السلام والأمن الاجتماعي.

ان الاشكال الكبير هو ان المرشحين من كبار السن يتحدثون ويدغدغون، ولكنهم لا يعلمون كيف سيتصرف صغار السن من المستمعين بعد دغدغتهم، ومما يظهر بما لا يقبل الشك ان ما قاله بعض المرشحين ومن تبعهم من كتاب «مع الخيل يا شقرا» لا يقصد منه على الاطلاق الحفاظ على الحريات العامة بل الدغدغة وادعاء البطولات الكاذبة للوصول للكراسي الخضراء التي يسفح كل شيء لاجل الوصول اليها حتى لو دمر الوطن، ان احدا من المتباكين على الحريات لم ينطق بحرف واحد اعتراضا واحتجاجا على حجز المرشح خليفة الخرافي.

آخر محطة:
ان كنا نريد لعبة سياسية كريهة غبية غاضبة فلنصوت للغاضبين، والمؤزمين والابطال الزائفين، وان كنا نريد مستقبلا مشرقا لابناء الكويت جميعا فلنغير المعادلة هذه المرة ولنصوت بعقولنا للحكماء والامناء والاكفاء، والخيار لنا ولا نلوم إلا انفسنا، فالحكمة الحكمة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *