كان الصديق خالد المشاري يتابع برنامج «اقوال الصحف» على قناة «سكاي نيوز» البريطانية عندما وضعت صورة الصفحة الاولى لجريدة «كويت تايمز» وتظهر خلالها صور السادة الداخلين والخارجين من ضيوف أمن الدولة الكويتي وقد قدموا بسياراتهم الخاصة الفارهة، وتساءل الصديق بوعبدالله ومن معه:
هل هناك دولة اخرى في المنطقة يصل بها المطلوبون لامن الدولة نهارا، لا عبر زوّار الفجر، وتظهر صورهم وهم يبتسمون دون وضع أكياس على رؤوسهم او يظهر التعذيب وسوء المعاملة على وجوههم واجسادهم؟! وقليلا من الخجل يا مرشحي الندامة والتحريض والتغرير بالشباب! وليت للناخبين عينا فترى ما نحن فيه من نعمة ثم تفكر بعقولها وتسقط كل المدغدغين والابطال الزائفين بدلا من حملهم على الاعناق.
جربت الدولة التعامل مع الفرعيات بالقوة الناعمة، اي السكوت عنها ففشلت، ثم بالقوة الصلبة اي العسكر، فلم تنجح في منعها، وقد يكون الحل في القوة الذكية، اي اصدار تشريعات تسمح للخاسرين بالطعن فيمن ينجح بوسائل غير شرعية (فرعيات، شراء اصوات) ومن ثم اسقاط عضويته، حينها لن يلجأ احد لتلك الوسائل غير المشروعة للوصول، لعلمه بأنه لن يبقى طويلا على الكرسي الاخضر الذي يسفح ويسفك كل شيء لأجله.
اسقطت احدى الفرعيات جميع النواب السابقين على معطى انهم لم يستجوبوا وزيرا كل ذنبه انه طبق قانونا صادرا عن مجلس الامة، وانجحت فرعيات اخرى كل نائب هدد وتوعد واعلى صوته على المسؤولين دون مبرر، كما تم اخذ التعهد من الناجحين باستجواب ومساءلة هذا الوزير او ذاك قبل ان يعمل او تشكل الوزارة (!) اي خلق وَصْفة جديدة لابقاء الكويت ضمن مسار التأزم والتخلف وتعطيل عمليات التنمية، والسؤال:
هل يعني هذا ان وصفة النجاح المستقبلية لم تعد الامانة والذكاء والكفاءة والوطنية بل الشتم والذم وتحريك المجاميع ووضع الجثث فوق الجثث؟!
بعد ان اظهر نظام الدوائر الخمس عورته والتي ستزداد سوءا متى ما تحولنا لنظام الدائرة الواحدة المدمر او حتى نظام الدوائر العشر المختلف عليه، لماذا لا نسمع اصواتا جريئة بقول الحق تقول اننا اخطأنا عندما اندفعنا لامر لم تقم به ديموقراطية اخرى قط، اي تقليل عدد الدوائر بدلا من زيادتها؟! ومن ثم فالعودة عن الخطأ خير من التمادي فيه، وعليه ينبغي المطالبة بالعودة لنظام الـ 25 دائرة المفترى عليه والذي ثبتت براءته المطلقة من تهم تسببه في الفرعيات وشراء الاصوات وانه ما يمنع النائب من ان يصبح ممثلا للامة بدلا من تمثيل عائلته او قبيلته او طائفته.. الخ من تلك الافتراءات.
آخر محطة:
أستغرب ممن يتعامل مع رد الفعل «حجز الــ 5 نجوم غير الضار» ويغمض عينيه عن الفعل الذي تسبب فيه (التحريض، التهديد، العصيان، الشتم، الجثث فوق الجثث، تعزيز الفوضى، وشريعة الغاب.. الخ). أسقطت الاحداث الاخيرة كثيرا من الاقنعة وكشفت المستور.. واأسفاه!