لا أعلم من صاحب حقوق الملكية الفكرية لاختراع كذبة الأول من أبريل لوفرة الأكاذيب حول ذلك المخترع، والحقيقة ان تلك الفكرة قد تكون مقبولة ومعقولة لدى المجتمعات التي تعيش الصدق 364 يوما في العام فتخصص يوما واحدا للكذب كنوع من التغيير.
أما في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي تفشى بها – للأسف الشديد – الكذب والغش والخداع وأصبح نوعا من الممارسة اليومية التي لا يخجل أحد من القيام بها سواء في علاقات العمل أو الزواج أو التجارة، فالواجب ان نحدد يوما في العام كـ 4/1 ونعتبره يوما للصدق لا يكذب ولا يخدع أحد فيه كنوع من التغيير كذلك.
وأعتقد ان أحد أسباب تفشي الصدق وقول الحقيقة لدى المجتمعات الغربية التي قال عنها الإمام محمد عبده انه وجد الإسلام لديها دون مسلمين ووجد لدينا مسلمين دون إسلام، والتي جعلت رئيس أكبر دولة في التاريخ يُعزل من منصبه بسبب كذبة قالها، هو تفشي أفكار ومبادئ مفكرهم الكبير «كانت» بين جموعهم وفي مدارسهم وجامعاتهم وكلياتهم والتي ملخصها الحث على أن يكون منبع الصدق والأخلاق الحميدة ومساعدة المحتاجين..الخ هو العقل بعيدا عن المؤثرات الخارجية حيث يرى ان التقيد بتلك السلوكيات بسبب قوانين الدولة أو الدين سيعني التحلل منها عندما يخف تدين الإنسان أو لإيمانه بأن الرب سيغفر له كذبه وخطاياه.
يساعد على الكذب لدينا الافتراء على متطلبات ديننا الحنيف والمزايدة فيها حتى على ما شرعه رب العباد العالم بأحوال الناس، فقد فرضت العبادات كالصلاة والصيام ضمن حد أدنى من السن للصغار وضمن شروط صحية معينة للكبار، إلا أن بعض المتشددين يفرضها – وبعكس متطلبات الشريعة – على الأطفال الصغار ممن لا يفهمون ولا يفقهون حكمتها فيضطرون للكذب والادعاء انهم قاموا بها ومن ثم يتعلمون الكذب والخداع منذ الصغر، والحال كذلك مع من يحاول فرض الصيام على أصحاب الأمراض الخطيرة الذين سمح لهم بالإفطار فيضطرون كذلك للصيام بالعلن والإفطار بالسر وترسيخ عادة عدم الصدق والخداع ولو التزمنا بتعاليم الدين بدقة لما حدثت وتفشت تلك الأمور.
وفي هذا السياق نعلم ان الفروض الإسلامية من صلاة وصيام لم تفرض على أصحاب الديانات الأخرى ولم نقرأ في العبادات والأحاديث أو حتى ما هو متواتر من أخبار الدولة الإسلامية الأولى ان مسيحيا أو يهوديا قد عوقب لأنه لم يلتزم بتعليمات الصيام الإسلامية وشوهد وهو يتغدى في رمضان، لذا هل لنا ان نتساءل عن مصدر عقاب غير المسلم فيما لو افطر في رمضان وهو ما يشجع كذلك على ظاهرة الخداع أي الصيام بالظاهر والإفطار بالداخل لغير المسلمين من شركاء الأوطان.
آخر محطة:
لا نقبل أن يفرض الغرب أسلوب حياته على المسلمين هناك كأن يجبروا على الأكل والشرب في أعياد الفصح والكريسماس ومع ذلك نحاول فرض الصيام عليهم في رمضان ثم نشتكي بعد ذلك من.. المظلومية! حتى لا يضيع المصدر كما حدث مع مخترع يوم الكذب في1/4 فانني أملك الحقوق الفكرية ليوم الصدق «العالمي» في 4/1 ونرجو ان يمتد ذلك اليوم حتى يشمل العام كله في مجتمعاتنا.