لو يعلم من اخترع الديموقراطية بما يجري في بلدنا من جرائم تحت مسماها لقطع شرايينه واسال دمه حسرة وندما على اختراعه، ان الملتحقين الجدد بسنة اولى «حضانة» ديموقراطية ـ لا بعد نصف قرن من الممارسة ـ يعلمون جيدا ان صلبها واول اسسها هو رقابة نواب الشعب على الحكومة لمنعها من التجاوز على الاراضي والاموال العامة بعكس ما يحدث لدينا، حيث تحاسب الحكومة على التزامها بالقوانين لا مخالفتها.
ولا يعلم احد سبب ولع بعض المرشحين والنواب السابقين بعملية التعدي على الاملاك العامة التي نملكها جميعا وتملكها بعدنا اجيالنا القادمة وعشقهم رغم قسمهم الدستوري لرائحة ومناظر «الشينكو» و«الكيربي»، خاصة ما يقام منها على الاراضي المسروقة من الدولة، فتراهم يهددون بالثبور وعظائم الامور لمنع ازالة المخازن والشبرات التي تشوه المناظر العامة وتضايق الاهالي بحجة المحافظة على العادات الاجتماعية وما علمنا او خبرنا ان عاداتنا المتوارثة كانت تسمح باقامة المباني دون احم او دستور على اراضي الغير.
هذه المرة وصل الصياح والدغدغة والافتراء لاجل الانتخاب للمتاجرة بمسميات بيوت الله من قبل العالمين بحقيقة المساجد الضرار والمخازن التي لا يصلى بها، كما حدث من ازالة المخزن الشهير الذي سكت عنه عشرة من نواب المنطقة المقام بها والعالمين بصحة قرار الازالة وصاح به مدغدغون آخرون، اصبح صريخهم اشبه بصواريخ تهدد وتدمر اسس العدل والقانون والتنمية والديموقراطية في البلد.
ان ما يزال هذه الايام هو شبرات مخالفة لا مساجد مرخصة من قبل الدولة، فالكويت بلد شديد الاسلام فيه من المساجد ما يفوق عددها في قاهرة المعز ذات الـ 20 مليون نسمة، ولم نجد سببا واحدا يقنعنا بصحة المطالبين بإبقاء تلك «المخالفات» عدا رغبة بعض المدغدغين في ان تتمدد وتتوسع تلك المخالفات لنشهد مرة اخرى شبرات شينكو وكيربي امام كل بيت في الكويت تستخدم كمخازن مؤجرة واسكان للعزاب ومأوى غير مراقب للمتشددين والمتطرفين.
وهل نأمل بعد ذلك من الشباب المستنير في كل المناطق حجب اصواتهم عن دعاة الفوضى والتعدي والتخريب والتأزيم المستمر ممن بات البعض منهم يهدد بوقف عمليات التنمية المستقبلية في البلد عبر الاستجوابات التي يتوعدون بها الحكومة التي لم تشكل بعد، وهو امر لا مثيل له في الغباء والجهل في العالم، ان احدا لن يأخذ من هؤلاء المرشحين الا الوعود الكاذبة والاصوات العالية وخير منهم من يعد شعبنا بالعمل والحكمة وطرح الاقتراحات البناءة واطفاء النيران لا التوعد باشعالها.
آخر محطة:
ارجو الا نقوم في الانتخابات المقبلة بعملين متناقضين تماما، اي ان نشتكي من تخلفنا عن الجيران وسوء خدماتنا الصحية والتعليمية وتفشي البطالة.. الخ، ثم القيام بانتخاب المرشحين المتأزمين، فالمسؤولية هذه المرة لا تتحملها الحكومة ولا حتى هؤلاء النواب المخادعون، بل يتحملها من يوصلهم للكراسي الخضراء كي يمارسوا الخراب والدمار المعتاد.