بدعوة من اتحاد البورصات العربية وهيئة سوق المال في قطر القيت يوم الثلاثاء الماضي محاضرة في النادي الديبلوماسي بالدوحة، كان عنوانها «دور الاعلام الاقتصادي في خلق وعي استثماري» وكان الحضور جمعا من رجال المال والاعمال ومحرري الصفحات الاقتصادية في الصحف القطرية.
ومما تضمنته الورقة حقيقة ان الاسواق المالية في العالم اجمع خلقت لتبقى ولتلبية حاجات المستثمرين ولاشك في أن الانخفاض الحالي في مؤشراتها هو انعكاس مباشر للازمة العالمية القائمة التي اصابت جميع القطاعات، وستبقى تلك المؤشرات في حالة انخفاض ما بقيت الازمة مع حقيقة ان الاسواق لا تبقى في حالة انخفاض او ارتفاع دائم الى الابد.
هناك اربع شرائح تستفيد عادة من دخول الاسواق المالية، ودور الاقتصاد الاعلامي هو نشر الوعي الاستثماري بين تلك الشرائح حتى لا تلتبس عليها الامور او يحاول البعض لعب دور البعض الآخر، واولى تلك الشرائح هي الشباب ممن يودون وضع اموالهم في اوعية استثمارية تحقق لهم عند قرب تقاعدهم بعد عقدين او ثلاثة عقود من الزمن عوائد ما كان لهم ان يحصلوا عليها فيما لو وضعوا اموالهم في اي اوعية اخرى.
هؤلاء ينصحون عادة بشراء اسهم بنوك وشركات جديدة يعرف عنها عادة النمو السريع في اعمالها وضربنا امثلة بما هو معروف من ان من اشترى اسهم تأسيس بشركة المليونير تافت بعشرة آلاف دولار تحولت الى 300 مليون دولار، ومن اشترى عام 84 اسهم شركة الاتصالات الكويتية بـ 40 الف دينار تحولت بعد عقدين من الزمن الى ما يقارب 4 ملايين دينار ومثل ذلك اسهم شركة المحمول المصرية التي ارتفعت خلال 10 أعوام بمقدار 1361%، وهي عوائد لا يمكن ان يحصل عليها المستثمر الشاب من اي نشاط اخر كما انها لا تتأثر بالصعود او النزول المؤقت للسوق.
الشريحة الثانية هي المتقاعدون ممن يريدون عوائد مجزية على مدخراتهم تسد الفجوة بين الراتب العادي والراتب التقاعدي ومثل هؤلاء يتجهون عادة لاسهم «العوائد» اي البنوك والشركات الراسخة التي تعطي في العادة ارباحا سنوية تعادل ثلاثة اضعاف عوائد الودائع فإن اعطت الودائع 3 – 4% اعطت اسهم العوائد 10 ـ 12%.
الشريحة الثالثة هي شديدو الاختصاص من اصحاب المعرفة والمعلومة والتفرغ التام للسوق ممن يخلقون ارباحا مجزية عبر الاستفادة من الاسهم «الدورية» والتذبذبات اليومية للاسعار، ومن الاخطاء الشائعة الحدوث ـ بسبب نقص الوعي الاستثماري مما يؤدي للكوارث ـ: توجه اصحاب الشريحتين السابقتين من غير ذوي الاختصاص والتواجد الى محاولة الاستفادة من تذبذبات الاسواق وهنا مكمن الخطورة.
الشريحة الرابعة هي من اصحاب الاختصاصات المهنية المختلفة ممن يرون بسبب تخصصاتهم ان المستقبل الزاهر هو لهذا القطاع او ذاك، اي للعقارات او الاتصالات او الخدمات او البتروكيميكال.. الخ، وقد لا يملك هؤلاء الثروات اللازمة للبناء او انشاء شركات خاصة بهم فيستعاض عن ذلك بشراء اسهم الشركات المعنية وانتظار تحقق رؤيتهم باسهل الطرق.
آخر محطة:
فتح النادي الديبلوماسي القطري ابوابه لمن يريد تأجير قاعاته ومطاعمه لخلق عوائد اقتصادية تغطي تكاليفه وتحقق الربح، نرجو ان يقوم النادي الديبلوماسي الكويتي بعمل مماثل والا يقتصر رواده على القلة من الديبلوماسيين.