الدول كالافراد يعرف مسارها وشخصيتها من أصدقائها كما يعرف من اعدائها، فإن صادقت الاشرار وعادت الخيرين كانت دولة شيطانية شريرة، وان صادقت الخيرين وعادت وحاربت الاشرار من طغاة وقتلة وارهابيين كانت دون شك خيرة يفخر بها تاريخنا الانساني.
طبقا للمعادلة المنطقية السابقة يمكن لنا تقييم الولايات المتحدة التي قامت في بدايات القرن الماضي بالتصدي لمحور الشر المكون من الاباديين هتلر وموسوليني والطغمة العسكرية الحاكمة في اليابان ممن ساموا شعوب الدول التي ابتليت باحتلالهم البغيض العذاب وارسلوهم لافران الغاز وخنادق القتل الجماعي، ومع نهاية الحرب الكونية الثانية أنشأت الولايات المتحدة منظومة حقوق الانسان وتصفية الاستعمار للدفاع عن شعوب العالم المستضعفة.
وفي المرحلة اللاحقة تصدت أميركا للطاغية ستالين ولمحور الشر الذي يمثله كما ارسلت جنودها لتحرير كوريا الجنوبية من غزو الطاغية كيم ايل سونغ وساهمت في ازدهارها وقد اثبتت السنون صحة ذلك المسار عبر ما نراه من مجاعات تجتاح كوريا الشمالية بسبب نظامها القمعي الابادي الذي يزمع هذه الايام تسليم سدة الحكم وعرش الجماجم لحفيد الطاغية الاول بعد ان سلمه لابنه.
كما تصدت الولايات المتحدة لقوى الاستعمار القديم الاوروبية فوقفت ضد بريطانيا وفرنسا ابان حرب السويس مما عجل بانحسار ذلك الاستعمار واستقلال الدول التي يحتلونها وواصلت أميركا دعمها الفاعل لشعوب العالم المستضعفة فشجعت ثورات الاتحاد السوفييتي وافغانستان ودول اوروبا الشرقية حتى حصلت على استقلالها والحال كذلك مع الشعوب التي حكمتها منظومات عسكرية قمعية موالية للغرب فشهدنا تساقط تلك الانظمة في ايران والسودان والفلبين وبنما وزائير وتاهيتي وغيرها بدعم من الولايات المتحدة إعلاما وأجهزة.
وشهدنا في منطقتنا تصدي الولايات المتحدة للانظمة القمعية كحال صدام وامثاله فبعضهم سقط والباقي سيسقط ويهزم في القادم من الايام كما تصدت في الوقت ذاته للجماعات الارهابية التي تخدع السذج والمغفلين وتتسبب في قتل الابرياء من شيوخ واطفال ونساء كمنظمات القاعدة وحزب الله وحماس والزرقاوي ومقتدى الصدر ومن دار في فلكهم التدميري وقد تصدت قبلهم لمنظمة شبيهة بهم هي الخمير الحمر الكمبودية التي يحاكم قادتها هذه الايام على جرائمهم.
وبالمقابل لأميركا اصدقاء يتشاركون جميعا في انهم رواد الرفاه والازدهار والتنمية في العالم كدول غرب اوروبا وشرق آسيا ودول الخليج ومصر والمغرب والاردن والبرازيل وتركيا والارجنتين والهند والصين الجديدة مما يظهر بشكل قاطع ان أميركا سلم لمن يهتم برفاه وتنمية شعبه وهي حرب ضارية على الطغاة والقمعيين، وتلك هي شمس الحقيقة التي لا تغطيها اكاذيب وتخرصات غوبلزات العصر امثال هيكل وعطوان والمسفر والبكري وغيرهم من ايتام صدام واطفال كوبونات النفط العراقي المغرية.
آخر محطة:
ورث كاسترو الحكم لأخيه ليكمل مسار تدمير بلده، ويزور ويزيف هذه الايام الطاغية الفنزويلي شاڤيز الانتخابات ليكتم انفاس شعبه للابد، كما اظهرت الانباء الموثوقة استيلاء بعض القادة الثوريين في المنطقة ممن يدعون التواضع والتدين على مئات المليارات من ثروات شعوبهم خلال الخمس سنوات الماضية، ولا عزاء بعد ذلك للاغبياء.