لم أكن سابقا منضما لنادي الاستقلال ولا اعتقد أنني سأكون بالضرورة عضوا فيه فيما لو تمت إعادة إشهاره، لذا أرى أنني أقرب للحياد والموضوعية في موضوعه.
أعتقد أن على الحكومة أن تسمح بعودة النشاط لنادي الاستقلال حفاظا على الحيدة والعدل والإنصاف تجاه القوى العاملة على الساحة السياسية الكويتية خاصة أنها تسمح في الوقت الحاضر لقوى تزمع استجوابها وإسقاطها بالعمل والحال كذلك مع القوى المتطرفة من جميع الألوان التي تستهدف زلزلة كيان الدولة والتي يمكن لتخندقها ان يحرق البلاد ويضر بالعباد.
إن على الحكومة أن تشجع توازن القوى في المجتمع وأن تدعم دعاة الدولة المدنية كما تدعم دعاة الدولة الدينية سواء بسواء حيث لا فائدة من الاستمرار في المسار الخاطئ السابق الذي يرجح كفة على كفة أو يدعم هذا التوجه ويعادي ذاك.
إن أدلجة ودروشة المجتمع الكويتي عبر السماح لتيار واحد بالعمل وتجنيد الأتباع لا يتماشى على الإطلاق مع التوجه الاستراتيجي الهادف لتحويل الكويت لمركز مالي عالمي حيث لن يتقاطر السياح والمستثمرون على بلد يسود الانغلاق أجواءه وتعادي قواه السياسية توجهاتهم الليبرالية.
إن على الحكومة أن تحزم أمرها سريعا فيما يخص مسألة نادي الاستقلال كي لا تخسر دعم ممثلي تيار سياسي كبير في البلد، كما ان عليها ان تدعم وتقوي التيار الوطني في البلد بعد أن ازدادت قوى الولاءات البديلة شراسة، كما ان عليها ألا تحسب تيار نادي الاستقلال على زيد أو عمرو من الناس ممن تسببوا في حله في المقام الأول كونهم لم يعودوا فاعلين على الساحة السياسية.
آخر محطة:
نتفهم تماما مبدأ عفا الله عما سلف وأن نغفر لمن وقف ضدنا إبان الاحتلال الغاشم، ما لا نفهمه أو نتقبله المحاولة الفجة لتزييف الحقائق أمام النشء الكويتي عبر الادعاء الكاذب بأن هذه المجموعة أو ذاك التوجه لم يفرح لأنيننا ويسعد لاحتلال بلدنا ويطرب حتى النخاع بسفك دمائنا، إذا ما استمر الحال فلن نتعجب لو قيل إن ما حدث في أغسطس 90 لم يكن إلا حلم ليلة صيف ولم يكن هناك احتلال ولا يحزنون.