أكتب من خارج الكويت وقد علمت في وقت متأخر بنبأ ترك اختنا العزيزة بيبي المرزوق لرئاسة تحرير «الأنباء»، وبيبي لمن لا يعرفها هي بحق أخت الرجال في كرمها ونخوتها وفزعتها، حيث تجدها الأولى عند الملمات والشدائد التي تفحص وتمحص من خلالها المعادن، وكم تساقط رجال كبار في مثل تلك المواقف وكم تلألأ معدن بيبي فيها.
وبيبي التي اعرفها شديدة الثقافة والمعرفة وقل ان تجدها في مكان ما دون ان تجد معها كتابا تقرؤه، كما ان لديها اطلاعا واسعاً على المواضيع التي تطرح على الساحة فلا تناقشها في أمر ما إلا وتجدها قد ألمت به وسبرت غوره بشكل مفصل، وقد فوجئت أكثر من مرة حين كتابتي ضمن مقالي عن بعض الكتب أنها قامت بعد ذلك بشراء تلك الكتب وقرأتها.
وبيبي التي أعرفها شديدة الوطنية عاشقة حتى النخاع لبلدها، لا تتردد في التضحية بسبق صحافي او خبر اعلامي كبير ان كان فيه ما يضر الكويت، ومازلت اذكر لها سهرها الليالي الطوال في مطابع الأهرام ابان الاحتلال كي تصدر جريدة «الأنباء» حاملة وجهة نظر الكويت للعالم اجمع فمصلحة البلد ومصلحة اسرة الخير هي خطوط حمراء لدى بيبي لا تقبل النقاش حولهم او اللعب على تناقضاتهم.
وقد ترافقت مع اختنا بيبي ضمن الرحلات الأميرية والتقينا بإعلاميين كبار في الغرب ودول شرق آسيا، وكانت بيبي تعكس في كل مرة صورة ناصعة للمرأة الكويتية لقدرتها المتميزة على النقاش وشرحها المسهب للمواقف الكويتية، لا اعلم اين ستتجه بيبي إلا انني على يقين من أنها اضافة حقيقية لأي عمل ستتقلده.
أما الرئيس الجديد للتحرير يوسف خالد المرزوق فقد التقيته ذات صباح في الثمانينيات في منزل والده العامر في ماربيا وقد قام العم خالد المرزوق ـ اطال الله في عمره ـ برمي يوسف، وقد كان في سنوات عمره الأولى، في الجزء العميق من حمام السباحة وقد وجدنا يوسف وهو يتعلم العوم سريعا، ومنذ الوهلة الأولى، ويتجه لضفاف الأمان على حافة الحوض.
واعتقد ان العم خالد قد رماه هذه المرة كذلك في بحر الإعلام العميق وهو يعلم قدرة يوسف السريعة على التعلم والتوجه بـ «الأنباء» العزيزة الى المقدمة، فأهلا بيوسف ضيفا عزيزا على بلاط صاحبة الجلالة، ومرحبا به في مهنة المتاعب كخير خلف لخير سلف.
آخر محطة:
محاولة للفهم، لقد رفض مقترح اسقاط القروض عندما كان سعر برميل النفط فوق المائة دولار وعوائد الاستثمار في أعلى مستوياتها، فهل يجوز ان يقر ذلك المقترح ونحن في اسوأ حالاتنا الاقتصادية وامامنا اعوام سوداء عديدة قادمة؟! لست ادري.