جذور الرئيس باراك حسين اوباما ليست كينية الأصل، بل عربية المنشأ، حيث ان سكان كينيا في الأغلب والأعم من غير المسلمين، ولا تزيد نسبة المسلمين هناك عن 6% قدموا جميعا من السودان او الصومال، ومن جانب آخر يرى الكاتب غريفن تاربلي في كتاب صدر له مؤخرا عن الرئيس اوباما ان له 3 «عرابين» من رجال الأعمال العرب هم جاره السوري الأصل توني ريزكو والعراقي الكلداني المتصل بصدام نادمي اوجي ووزير الطاقة العراقي الأسبق ايهم السامرائي ويرى الكاتب انهم مَن دفعوه للأمام وموّلوا حملاته الانتخابية.
وللولايات المتحدة صلة تاريخية قوية مع العالم العربي يستحق بعضها تسليط الضوء عليه لطرافته او غرابته، فأول دولة في العالم اعترفت باستقلال الولايات المتحدة هي المغرب عام 1777 اي بعد اشهر قليلة من اعلان الاستقلال في 4/7/1776 وسبب ذلك الاعتراف ان السفن الأميركية بقيت آمنة لزمن طويل في موانئ طنجة ابان حرب الاستقلال وقد وجد ملك المغرب بحكمته ان من يستطيع ان يهزم جيوش الإمبراطورية البريطانية التي لا تغرب عنها الشمس يستحق ان يعترف به.
وفي عام 1787 فرض باشا ليبيا (طرابلس الغرب) عبر مفاوضاته مع سفيري الولايات المتحدة في لندن وباريس جون آدمز وتوماس جيفرسون (رؤساء اميركا فيما بعد) ما اسماه هو بـ «الجزية» وهم بالحماية للسفن الأميركية في البحر الأبيض المتوسط قدرها مليون دولار سنويا وهو ما يمثل 20% من الميزانية الأميركية وبقي هذا الحال لمدة 15 عاما، وفي عام 1801 وفور تقلد الرئيس جيفرسون الرئاسة قام الباشا الليبي الظالم بطلب 225 الف دولار اضافية، غير ان الرئيس الأميركي جيفرسون رفض العرض واطلق مقولته «ندفع الملايين للدفاع ولا سنتا للابتزاز».
تلا ذلك خوض أميركا الحرب الأولى في تاريخها اي حرب «الباربري» الأولى (180(1)1805) ضد حاكم ليبيا يوسف كرمانلي باشا الذي أسر أهم وأضخم البوارج الأميركية المسماة «فيلادلفيا» ولم تنته الحرب الا عندما قام القائد الاميركي بريزلي بانون بقيادة جيش ضخم من الاسكندرية ضم اميركان وعربا وبربرا ويونانيين نحو طرابلس، وفي 10/6/1805 تم الاتفاق على ان يسلم الباشا اسراه الأميركان ويسلم القائد الأميركي اسراه الليبيين، ولما كان الأسرى الأميركان يبلغون 3 أضعاف الأسرى الليبيين فقد اتفق على ان يدفع الجانب الأميركي 60 الف دولار لقاء فارق العدد.
استفادت أميركا من تلك الحرب في تعزيز قوتها البحرية وتوحيد جنودها حيث اصبحوا يحاربون للمرة الأولى كأميركيين لا كقوى تنتمي للولايات المختلفة كالحال في حرب الاستقلال لذا لم يكن مستغربا ان تقوم حرب «الباربري» الثانية (180(7)1815) ضد (باي) الجزائر هذه المرة وان تدك البوارج الأميركية عاصمتها وقصر حاكمها وقد شجعت تلك العملية فيما بعد فرنسا على ان تجرؤ هي الاخرى على غزو الجزائر واحتلالها بحجة صفع الباي (الحاكم) العصبي لسفيرها.
آخر محطة:
اثنى الزميل الفاضل مبارك المعوشرجي ضمن زاويته في جريدة «الرؤية» بشكل غير مباشر على الثائر تشي جيفارا والحقيقة انه بعيدا عن الصورة الوردية التي خلقتها الدعاية السوفييتية القريبة من النازية في منهجها لجيفارا الا ان سيرته الحقيقية ومعاملته السيئة لمن معه كانت ابعد ما تكون عن استحقاق مثل ذلك الثناء وقد نعود لتلك السيرة في احد مقالاتنا القادمة.