مع خروج التشكيل الحكومي الجديد للعلن نرجو أن تتوقف ردات الفعل السالبة المستعجلة والمضادة، فحتى الانبياء والرسل اختلف عليهم الناس وما نراه من اسماء هي في النهاية لنساء ورجال من ابناء الكويت علينا كنواب وكتاب ومواطنين اعطاؤهم الفرصة كاملة للعمل والابداع في خدمة الوطن وألا نشغلهم و«ندودهم» بالازمات السياسية المتلاحقة ثم نتساءل بعد ذلك وبكل سذاجة: أين انتاجيتهم؟!
عدد سكان الولايات المتحدة 300 مليون وعدد سكان الكويت مليون، ومساحة الولايات المتحدة 10 ملايين كم2، ومساحة الكويت 17 الف كم2 ومع ذلك تم تشكيل الادارة (الحكومة) الاميركية بأسرع من تشكيل الحكومة الكويتية، وأرى أن هناك أسبابا عدة لمثل تلك المفارقة ليس منها اشكالية القبول والرفض كونها موجودة لدى الطرفين.
الفارق الحقيقي هو ان عملية تشكيل الحكومة لدينا «تبدأ» مع انتهاء الانتخابات أو مع اعادة التشكيل بينما «تنتهي» عملية تشكيل الادارة الاميركية هناك مع ظهور النتائج، حيث ان بداية عملية الاختيار تكون قائمة وبشكل متواصل قبل سنوات من ظهور النتائج، وهو ما جعل الرئيس أوباما يشكل ادارته في زمن قياسي بالقصر.
ان علينا خلق مستودعات حكومات بديلة يتم تخزينها بالكمبيوترات بعد فحص السير الذاتية وارسال الكشافين وعمل المقابلات الشخصية لمعرفة الرغبة في المشاركة من عدمها، وهل ما يمنع ظروف طارئة أم مؤقتة وغيرها من امور تحتاج الى ايضاح ويمكن الرجوع لما تم تخزينه عند الحاجة لملء المراكز القيادية في الوزارات أو المؤسسات والشركات الحكومية، أمر كهذا لو طبق وتم تجديده تباعا لجعل تشكيل الحكومات أو استبدال الوزراء عند استقالتهم قضية سهلة وبسيطة وقائمة على نظام مؤسسي وعلمي لا على التزكيات الفردية التي تتدخل بها أمور كثيرة لا علاقة لها بالاهلية والقدرة على الخدمة العامة.
ومع كل حدث أو اشكال سياسي يطرأ، يتم البحث في نصوص الدستور عن حل لذلك الاشكال، والحقيقة ان دساتير العالم أجمع لا تستطيع أن تغطي كل الحالات والاحتمالات في كل الاوقات، بل تخلق الدساتير الخطوط العريضة والمفاهيم العامة للعقول النيرة والضمائر الحية، وتترك مجالا واسعا لإبداء حسن النوايا بين السلطتين وتسامح بعضهما مع البعض بدلا من التنابز بالمواد الدستورية أو التسابق للمحكمة الدستورية.
آخر محطة:
التهنئة القلبية للوزيرين الجديدين، العزيز بوعزيز روضان الروضان وزير الصحة، والوزير الفاضل نبيل بن سلامة الذي نرجو ان يهتم بسلامة الطيران بعد ان انحدرت لمستويات خطرة وغير مسبوقة، والاثنان مؤتمنان على الارواح، وهي أغلى ما يملكه الانسان.