سامي النصف

فريق كرة قدم سياسي

اللعبة السياسية هي كاللعبة الرياضية، حيث يعلم على سبيل المثال رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم المتواجد مع فريقه في مسقط انه لن يستطيع الفوز بالمباريات والتحديات الموجودة امامه فيما لو اعتمد المجاملة والمحاباة والمحاصصة في تشكيله للفريق وأبعد الاكفاء والمقتدرين.

فلكي تفوز بالمباريات ضد الفريق الآخر عليك ان تختار اكفأ اللاعبين واشدهم احترافا، ثم تحتاج لهم بعد ذلك مدربين واصحاب خطط استراتيجية وتكتيكية يعرفون كيف يتقدمون ومتى يتراجعون، وكيف يسجلون الاهداف في مرمى الخصم لا مرمى فريقهم وما اكثر من اعتادوا تسجيل الاهداف في مرمى فريقهم ضمن بعض فرقنا الحكومية السابقة.

كما ستنعدم فائدة الاستعانة بأحسن اللاعبين اذا لم يتجانسوا ويلعبوا كفريق واحد بدلا من اللعب الاناني الفردي، او حتى قيام نصف الفريق بعرقلة نصفه الآخر في الملعب وامام المشاهدين، وقد حدث احيانا ان تآمر بعض اللاعبين مع الفريق الخصم ضد زملائهم في الفريق عبر تسريب الخطط والمناورات والتكتيكات طمعا في المكاسب الذاتية.

وضمن التكتيك الصحيح ان يحاول فريق كرة القدم السياسي ان يحوز رضا الجمهور ودعمه الا ان ذلك الهدف السامي يجب الا يتم على حساب حسن اداء اللاعبين او جودة اللعب، فالجمهور قد تعجبه احيانا بعض الألعاب الخارجة والعنيفة والغريبة التي قد تخسر الفريق المباراة وتتسبب بطرد بعض اللاعبين وعندها ينقلب عادة الجمهور على فريقه ولا يقبل حينها مقولة اننا لم نقم بتلك الحركات الا رغبة في ارضائك.

ولا شك في ان مستلزمات واستعدادات فريق ينوي الدخول في مباريات ضد فرق محلية صغيرة كما حدث لفريقنا خلال الـ 45 سنة الماضية، ستختلف بشكل كامل وجذري عما سيقوم به نفس الفريق فيما لو اخبر بأنه سيواجه هذه المرة تحديات بحجم متطلب الفوز على فرق البرازيل والمانيا والارجنتين وايطاليا، اللعب هو اللعب والملعب هو الملعب الا ان الفارق يكمن في حجم ونوع تحدي الماضي مقارنة بتحدي المستقبل.

ان الجمهور وممثليه من الاخوة اعضاء مجلس الامة قد شعروا هذه المرة بحجم التحديات المستقبلية واتفقوا في الاغلب على انهم غير راغبين في التدخل بتشكيل الفريق حتى لا يلاموا على اخفاقه او حتى على تداعيات ما قد يحدث مستقبلا، كما اعلنوا مشكورين انهم يودون الغاء المحاصصة التي تسببت في اشراك لاعبين دون المستوى تسببوا في انزال الهزائم في الماضي لذا لا داعي للعجلة هذه المرة فالمهم حسن التشكيل وجودة اللعب وقبلهما الفوز والاداء المميز للفريق فهذا ما سيرضي الجمهور وممثليه او يغضبهم.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *