حضرت بالامس ندوة اقامتها جمعية المحامين الكويتية استضافت خلالها النواب الافاضل مسلم البراك ومرزوق الغانم وصالح الملا، وقد تحدث الضيوف عن معايير وضوابط اختيار الوزراء في الكويت، والندوة منشورة في الصحافة المحلية وعلى مواقع الانترنت المختلفة.
في الولايات المتحدة والدول المتقدمة هناك محاسبة شديدة للعمل في القطاعين العام والخاص، ولا يصعد السلم الوظيفي لديهم الا الاكثر كفاءة وامانة وذكاء، والحال كذلك ضمن المراكز العلمية هناك، فلا يحوز شهادة الدكتوراه ولا يترأس المعاهد والكليات الا الاكثر قدرة وعلما، لذا يسهل ايجاد الوزراء، حيث لا تحتاج الا الى الاستعانة بالمبرزين في السلم الوظيفي كوكلاء الوزارات او رؤساء المؤسسات الحكومية او مديري الشركات المساهمة او دكاترة الجامعة لتضمن توافر المواصفات والمعايير اللازمة.
في الكويت وضمن الغياب التام للمعايير وقضايا الثواب والعقاب في القطاعين العام والخاص وتفشي الواسطة في الترقيات وانتشار ظاهرة شراء الشهادات العلمية وعدم القبول بمحاسبة المسؤول مهما تكررت اخطاؤه اصبح من الاستحالة معرفة المجد من المخطئ، والنظيف من المتلوث، والكفؤ من معدوم الكفاءة كي يتم عبر ذلك الفرز اختيار الاصلح لتقلد المراكز الوزارية، وعليه يجب البدء بخلق ضوابط جديدة للعمل الحكومي وحتى ضمن الشركات المساهمة كي لا يبرز الا الافضل والاكفأ والاصلح.
ومن الاخطاء الجسيمة الاكتفاء عند النظر في قضية التوزير لمن ترشحه القوى والكتل السياسية كونها تكرر في العادة ترشيح المنضوين تحت لوائها ممن لا يزيدون في مجموعهم على 5% من سكان الكويت (50 الف منضو لجميع تلك التكتلات) ومن ثم ابعاد 95% من الكويتيين غير التابعين لهم، ان هناك حاجة ماسة لخلق بنوك معلومات تضم اسماء المبرزين في كل القطاعات والمجالات، كما يمكن الطلب من الجمعيات المهنية ترشيح افضل المنضوين تحت لوائها ليتم تخزينهم في تلك البنوك كي تتاح لهم فرص التوزير المستقبلي.
ومن معايير اختيار الوزير الى ضوابط «بقاء» الوزير، فما فائدة ان نختار افضل الوزراء اذا كنا سنحاسبهم ونبعدهم بعد مدة قصيرة وقبل ان يتاح لهم المجال للعمل والابداع، ان الخطأ الاكبر في تفشي المحاسبة على الهوية هي انها ترسل رسالة واضحة للوزراء والمديرين بأن الشرف والكفاءة والامانة لا تنفع ولا تضمن لهم البقاء في مراكزهم، لذا فما المانع من التجاوز والسير مع التيار مادامت النتيجة واحدة؟!
والغريب والعجيب ان الذي يريد ان يتقلد اصغر الوظائف واقلها قيمة يتم عادة تتبع سيرته الوظيفية السابقة ثم تجرى له عدة امتحانات ولقاءات شخصية زيادة في الحرص والتأكد، وما ان يتم اختياره حتى تنظم له عدة دورات تدريبية تؤهله لاداء افضل في عمله، لذا فما الذي يمنع من ان نقوم بالجهد نفسه عند اختيار الوزراء، وهي من الوظائف المهمة التي ان صلحت صلح حال الحكومة وصلح حال البلد بدلا من الفحص السريع الذي يتم عادة ابان شرب استكانة الشاي؟!