سامي النصف

كويت الرؤية والحكومة الجديدة

لا تستغرب ان اخترت نفس الطريق أن تصل إلى نفس النهاية، ستواجه الحكومة القادمة تحديات عظاما منها انخفاض أسعار النفط وظهور العجوزات في الميزانية وتبخر العائدات المالية التي تستخدم لإرضاء الناس، ومع تلك التحديات المحلية سيساهم تقلص عائدات النفط في إشكالات حادة لدى بعض دول الإقليم مما سيؤدي بها لخلق إشكالات أمنية مع الجيران كي تغطي بها إخفاقات الداخل.

وإحدى الإشكاليات الحقيقية أمام الوزارة القادمة هي أن المزاج الشعبي في الكويت لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات السياسية القائمة على أخطاء بعض الوزراء لذا يأمل الجميع بأن يرضي التشكيل القادم ومنذ لحظته الأولى الجموع وأن يحظى بتأييد الشارع السياسي الكفيل بتعديل توجهات بعض القوى السياسية، حيث إن النواب هم وكلاء عن أصحاب القرار الأصليين أي المواطنين.

ولا بديل عن تشكيل وزارة ائتلافية تحظى بدعم وتأييد ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الكويتي، على أن تكون ضمن شروط محددة فيمكن للكتل أن تتقدم للمسؤولين بعدة أسماء كي يتم الاختيار منها للتوزير، ويمكن لصاحب القرار بالمقابل أن يسلط الضوء على أسماء كفاءات شابة تنتمي لتلك التكتلات والفئات طالبا دعم توزيرها وفي كلتا الحالتين يجب الاتفاق على بديهية أن دخول ممثل لكتلة ما يقتضي بالضرورة دعم قرارات ومشاريع الحكومة مادامت اتخذت تلك القرارات بالتشاور مع وزراء الكتل المعنية.

فليس من المنطق بشيء أن ترشح الكتل وزراء ثم تزايد بعد ذلك على معارضة الحكومة الممثلة فيها ولا شك بأن موقف الوزير السابق شريدة المعوشرجي هو المثال الجيد الذي يجب أن يحتذى به في الحكومات المقبلة فلا مجاملة ولا قبول بازدواجية المواقف كما لا يجوز أن ترتضي الكتل ـ أخلاقيا ـ بأن تحصد خير الحكومة نهارا ثم تقذفها بالأحجار ليلا.

وفي غياب مستودعات العقول كحال الدول المتقدمة يصبح مجلس الوزراء هو من يقوم بذلك الدور الهام، لذا فالواجب أن يحظى التوزير القادم بعدد وافر من الساسة المحترفين ورجال الدولة والمنظرين، فاللعبة التي تجري تحت قبة البرلمان هي في البدء والمنتهى «لعبة سياسية» تقوم على التنظير والتفكير ويفوز بها من يتقن المناورة والحركة الإعلامية والجماهيرية.

ويمكن للمراقب أن يلحظ أن الموديل الكويتي المتكرر الإخفاق يقوم على العكس تماما من معطى الموديل الصيني الناجح فلدى الصين سياسة مقيدة واقتصاد مطلق السراح ولدى الكويت انفلات سياسي واقتصاد مقيد بالكامل لذا تحتاج كويت الرؤية والحكومة الجديدة لإعادة النظر في قواعد اللعبة بحيث يتم التقليل من كم السياسة وزيادة كم الاقتصاد والتنمية في كويت الغد.

آخر محطة:
يلقي ضيف الكويت الكبير د.محمد اركون محاضرة في الساعة 6 منص مساء اليوم في مقر الجمعية الثقافية النسائية بالخالدية، والطريف أن الجهة المستضيفة حاولت أن تستغل وجوده لإلقاء محاضرة في جامعتنا العتيدة فكانت الإجابة «محمد مين؟» وهو ما يذكرنا بعالم الموسيقى الكبير الذي سألوه عن رأيه في إحدى سيمفونيات بيتهوڤن فقال «بيت مين؟» و… «العلم نورن»!!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *