يطمح الحزب الديموقراطي الى ان يحصل في الانتخابات الحالية على 270 صوت مندوب انتخابي وهو أمر مرجح، و60 عضو مجلس شيوخ من أصل 100 و290 نائبا برلمانيا من اصل 435، والأمران الأخيران صعبان وإن كانا غير مستحيلين في ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يلام عليها الحزب الجمهوري.
لو نزل لدينا مرشح ليبرالي شيعي (أو العكس) للانتخابات وخرج 100 ليبرالي سني (أو العكس) للادلاء بأصواتهم في وضع مثالي، يفترض ان ينال ذلك المرشح كامل المائة صوت، إلا ان الواقع يظهر ان 95 منهم قد يلتزمون بالولاء السياسي لليبرالية قبل اي شيء، إلا ان 5 منهم قد يؤثر عليهم موروثهم الديني او الاجتماعي فيصوتون للمرشح المنافس رغم ادعائهم عكس ذلك، تلك الظاهرة تسمى في أميركا بظاهرة او «تأثير برادلي» تيمنا بما حدث للمرشح الأسود برادلي في كاليفورنيا عام 1982 عندما اظهرت استطلاعات الرأي تقدمه، إلا ان قلة من البيض صوتت عكس ما ادعت فسقط في الانتخابات.
خطورة تلك الظاهرة ان الأشخاص الخمسة – اي 5% من الناخبين – عندما يغيرون رأيهم يوم الانتخاب يصبح لهم تأثير في تقليص الفارق بمقدار 10% كونهم حرموا المرشح الأول من داعميه إلا انهم لا يكتفون عادة بعدم التصويت له بل يقومون بالتصويت لخصمه واذا ما تم هذا الأمر اليوم فإن ولايات عدة ستتغير نتائجها بالكامل نظرا للتقارب الشديد بين اصوات المرشحين ماكين واوباما، هناك من يتحدث بالمقابل عن «ظاهرة برادلي معاكسة» اي انحياز كثير من البيض الجمهوريين في يوم الانتخابات لأوباما وقد يتسبب الالتزام الكبير للسود وبقية الاقليات في تعديل نسبة من سيغير رأيه من البيض وفي هذا السياق يقول بعض علماء النفس ان لون ستائر غرفة التصويت اذا ما كانت فاتحة او غامقة قد تؤثر على طريقة نسبة من الناخبين المستقلين والمترددين.
وأحد الأمور التي ستضر بالمرشح اوباما ذكاؤه وتعليمه المتقدم مقارنة بماكين فمنذ نصف قرن والجمهوريون يحرضون الناخبين على اي مرشح ديموقراطي ذكي ومقتدر باعتباره لا يشعر باحساس العامة ويسكن في قصر عاجي وفي كل مرة بعد تلك الحملات يفوز المرشح الجمهوري الأقل تعليما وذكاء، فقد حدث هذا مع الديموقراطي المثقف ستفنسون امام العسكري ايزنهاور عام 1952 ومع كارتر امام ريغان ودوكاكيس امام بوش الأب وآل غور وجون كيري امام جورج بوش الابن، ألا يذكرنا هذا بما قاله التلميذ المشاغب مرسي الزناتي في مسرحية مدرسة المشاغبين عن استاذته عفت عندما عايرها ولامها على انها من الجماعة المتعلمة والمثقفة؟!
وتظهر جميع ارقام البورصة الأميركية ان ارتفاع المؤشر خلال الثلاثة اشهر التي تسبق الانتخابات يعني ان الناخبين والأسواق سيصوتون لصالح الحزب الحاكم وسيمددون له، كما ان انخفاض مؤشر الأسواق يعني في كل مرة التصويت للحزب المعارض وفوزه مما يعني ان الحزب الديموقراطي سيكتسح هذه الانتخابات.
آخر محطة:
تنبأ المرشح الديموقراطي جوبايدن بحدوث عملية اختبار عسكري لأوباما بعد فوزه وما نراه شخصيا ان ذلك الاختبار ان حدث فسيكون في منطقة الخليج.