كنت في العشرينيات من عمري عندما ابتدأت الكتابة في جريدة «القبس» أوائل الثمانينيات ثم بعدها «الأنباء» وقد رجعت لتلك البدايات وما تطرقت له ضمن المقال لقضايا الداخل والخارج وأترك للقارئ استنتاج ما يريد علما بان جميع تلك المقالات موجودة في ارشيف «القبس» لدى الزميل حمزة عليان.
القبس العدد 2751 الصادر في 13/1/1980 مقال بعنوان «كويت ما بعد النفط»، ذكرت فيه: «الوقت مثالي هذه الأيام للتفكير جديا في جعل الكويت مركزا تجاريا عالميا مثل هونغ كونغ وسنغافورة حتى يمكن الاستغناء تدريجيا عن النفط وبذا نعود الى ما كانت عليه الكويت قبل النفط عندما كانت المحطة التجارية في الخليج».
العدد 2758 يوم الاحد 20/1/1980 مقال «العطلة الجمعة والسبت» وبعد تقديم مبررات ضرورة التحول من عطلة اليوم الواحد الى عطلة اليومين على الا يكون الخميس والجمعة كتبت: «أقترح ان تكون العطلة الجمعة والسبت حتى لا ننعزل عن العالم اربعة ايام كاملة» انتهى، وقبل اشهر فقط تحقق المقترح.
العدد 2778 الأحد 20/2/1980 مقال «لمصلحة من إثارة هذه الأجواء؟» وضمنه نصا «يذكرني هذا بما حدث في أواخر الستينيات حين قررت شركة البترول الوطنية إنشاء مصفاة الشعيبة المدارة بالهيدروجين وفي ذلك الوقت تعرض ذلك المشروع الضخم لهجوم ضار من أقلام طالبت جدا أو هزلا بنقل المصفاة الضخمة من مكانها لمكان يحدده اصحاب تلك الاقلام، مرت السنون وأثبت مشروع مصفاة الشعيبة نجاحه الباهر ولو تأخر المشروع لتضاعفت كلفته»، وأضفت «ان ما يثبت نجاح المشاريع او فشلها ليس نقدها أو مدحها بل ان الأيام هي المحك الأمثل للحكم على مشاريعنا الكبرى ويبقى تساؤل: لمصلحة من إثارة جو الشعور بالفساد في البلاد؟!
العدد 3738 السبت 9/10/1982 مقال «السوق أزمة ام انهيار؟» تعقيبا على ما حدث في ازمة سوق المناخ ومما قلت فيه «يجب ان تتغير مفاهيم بعض مجاميعنا الاقتصادية، فالشطارة والذكاء ليسا في توريط المواطنين ببيعهم الأسهم عديمة الفائدة بل ان الشطارة هي في العمل على ان تكون الكويت صرحا اقتصاديا شامخا وان هذا الطريق هو الأخير لهم على المدى الطويل» و«كما يجب ان تتغير مفاهيم البعض وان يكفوا عن الانقياد الأعمى كالقطيع خلف من يحاول النصب عليهم وابتزاز أموالهم» لم يتعلم أحد منذ ذلك اليوم شيئا.
العدد 2770 الصادر يوم السبت 2/2/1980 مقال «ماذا فعلت الثورات بالعالم العربي؟» قلت فيه: «أتحدى ان يثبت احد ان انقلابا أتى بنتيجة موجبة للبلدان والشعوب او ان ثورة حدثت في بلد فقير فأصبح بعدها غنيا، او متخلفا فأصبح بعدها متقدما»، لم أغير نظرتي منذ ذلك اليوم للأنظمة الثورية بجميع أشكالها وألوانها لحقيقة ان كل يوم يمر يثبت صحة معتقدي بأن حل معاناة ومشاكل الشعوب هو بالتعقل والتطور لا بالغضب والثورة والانقلاب.
العدد 2785 الصادر يوم الاحد 17/2/1980 مقال اسمه «بين الثورة المصرية والثورة الايرانية» ذكرت فيه ان الثورة المصرية وقعت في خطأين رئيسيين ارجو ألا تقع فيهما الثورة الايرانية، الاول الايمان بمبدأ تصدير الثورة وإعطاء نفسها حق التدخل في شؤون الدول الاخرى للوصول لذلك الهدف وان الأمر احتاج الى حرب ونكسة كي يتعلم قادتها خطأ ذلك المسار، الخطأ الثاني عدم استيعاب حقيقة ان محاربة اميركا والغرب لا تتحقق بالخطب النارية والمظاهرات، بل بالبناء الاقتصادي في الداخل وتحسين العلاقات مع الجيران في الخارج وأتبعت ذلك بمقال اسميته «ولادة جديدة للعلاقات العربية – الايرانية» طالبت فيه بتضحيات متبادلة بين الطرفين لتحقيق الوفاق حيث ان الثمن الذي سيدفع لذلك الخلاف أعلى كثيرا مما يختلف عليه، بعد المقالين حدث امران مهمان الاول بداية تفعيل مشروع تصدير الثورة والثاني اندلاع حرب السنوات الثماني التي انتهت بالدمار وتجرع السم.
آخر محطة:
أرجو ان يعود احد لمقالاتي واقتراحاتي هذه الأيام بعد 30 عاما ليرى ما تحقق منها وما لم يتحقق و«الهون أبرك ما يكون».