حفلت السنوات الماضية بعدة جرائم عاطفية مروعة كجريمة اوجي سمبسون ومقتل الفنانة ذكرى على يد زوجها رجل الأعمال أيمن السويدي، إلا ان جميع تلك الجرائم لا تعد شيئا مقارنة بحقائق جريمة مقتل الفنانة سوزان تميم على يد المجرم «الداهية» محسن السكري وبتحريض من النائب ورجل الأعمال هشام طلعت مصطفى.
وهشام مصطفى رجل سياسة واقتصاد ناجح جدا ومشاريعه العمرانية في مصر تقارب الكمال كـ «الربوة» و«الرحاب» و«مدينتي» وسلسلة فنادق الفور سيزن وغيرها، وقد لحظت انه أقام وسط المدن والنجوع مكاتب باسمه لخدمة المواطن، لذا فرجل بمثل هذا الكمال في عمليه السياسي والاقتصادي كان يفترض به ألا يرتكب غلطة عمره الأولى بارتباطه بفنانة وافرة المشاكل مع الآخرين كالراحلة سوزان تميم والثانية عبر تصحيح ذلك الخطأ الشنيع بخطأ أكبر منه عبر محاولته التخلص منها.
وقد اختار رجل الأعمال، كما أتى في الصحف المصرية، ضابطا سابقا في أمن الدولة للقيام بعملية القتل وكان يفترض به ان يعلم أن طبيعة عمل ذلك الضابط السابق ستجعله يسجل مكالماته، مما سيجعله، حتى لو نجحت العملية، عرضة لابتزازاته اللاحقة، كذلك كان مقترحه بإلقائها من البلكونة في لندن سيثير كثيرا من الشبهات والتحقيقات بعد تكرار حدوثه في تلك العاصمة، كما كان واضحا من سيرة محسن السكري في العراق انه شخص لا يتوقف عن الطمع وليس متقنا لعمله الإجرامي، حيث كشفت سريعا عملية الاختطاف الوهمية التي قام بها لبعض الموظفين.
دفع هشام مصطفى مبلغ 10 ملايين جنيه (2 مليون دولار) لمحسن السكري لإتمام تلك الجريمة وهو مبلغ مجز جدا لجريمة يفترض الا يعرف الجن الأزرق تفاصيلها، إلا ان السكري أقام في فندق يقع مباشرة أمام شقة القتيلة لربما توفيرا لأجرة التاكسي! ثم قام بشراء السكين والـ «تي شيرت» المستخدمين في الجريمة ودفع ثمنهما – وهنا العبقرية – بكارت الڤيزا المسجل باسمه ولربما كذلك توفيرا لسعر الصرف، كما قام فور قتلها بإلغاء حجزه اللاحق والسفر سريعا لشرم الشيخ، حيث وافاه رجل الأعمال القادم من سويسرا وأكمل له وبذكاء شديد كذلك باقي المبلغ الذي أصبح حجة عليه.
ولم يجد رجال الأمن الأكفاء في دبي صعوبة على الاطلاق في الاستدلال على القاتل، حيث وجدوا ان السكين والـ «تي شيرت» الملطخين بدماء القتيلة، والبصمة الوراثية، للقاتل، قد تم شراؤهما بالبطاقة الائتمانية للسكري، كما وجدوا انه سكن في فندق مقابل شقتها وسافر سريعا بعد مقتلها، ولا يقل غباء عن ذلك دعواه الجديدة عبر محاميه بأنه كان يعتزم بقلبه الكبير الاكتفاء بدس المخدرات في شقتها وابلاغ السلطات عنها ولم يقل عن سبب الحاجة للسكين و«التي شيرت».
اذا كان هذا مقصده، اعتقد انه سيمضي وقت طويل قبل ان نشهد جريمة بهذا الكم من الغباء وعدم الاتقان الذي بتنا نشتهر به للأسف كعرب.
آخر محطة:
قصة حقيقية.. زارني قبل مدة في القاهرة صديق سعودي يسميه اصحابه «الشرارة» وسكن في فندق الفورسيزن حيث التقيته هناك وقد ابدى دهشته الشديدة من حد الكمال في الفندق، حتى خشيت على الفندق من الحريق، ثم تمت دعوته من قبل أصدقاء دراسة له على حفل عشاء في منطقة الرحاب في القاهرة الجديدة، وأبدى دهشته الشديدة كذلك من جودة العمل في ذلك المشروع حتى خشيت عليه – لمعرفتي به – من الزلزال المدمر، لم يحدث الحريق أو الزلزال كما توقعت، إلا ان صاحب الفورسيزن والرحاب هشام طلعت مصطفى راح في الحديد ولربما ينتهي به الحال إلى المشنقة ولن ينشئ طلعت بعد تلك الزيارة الميمونة أي مشاريع أخرى!