في البدء العزاء الحار لآل الساير الكرام في فقدائهم الأبرار، ولرجل البر والإحسان وصديق الكويت العم جمعة الماجد في وفاة السيدة حرمه، وإلى آل الوطيان الكرام في رحيل فقيدتهم الغالية، للراحلين جميعا العفو والمغفرة ولأهلهم وذويهم الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عدنا والعود أحمد لمجتمع بيزنطة الحاضرة والخلافات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي لا تنتهي قط في مجتمع «الأسرة الواحدة!» والتي تسببت ومازالت في توقف عمليات التنمية في بلدنا وساهمت بشكل مباشر في طمع الآخرين فينا ومازلنا لا نرى بصيص أمل في المستقبل القريب في إنهاء تلك الخلافات والصراعات العبثية التي جعلتنا أضحوكة ومسخرة و«طماشة» أمام الخلق القريب منهم قبل الغريب.
لذا أعتقد أن أجمل هدية يمكن أن نهديها لوطننا المعطاء مع دخول هذا الشهر الفضيل هي إنشاء «جمعية المصالحة الكويتية» التي هي على النقيض من جمعيات «الحقد والكراهية الكويتية» و«الغباء والغفلة الكويتية» و«عدم الصفح والمغفرة الكويتية» و«علي وعلى أعدائي الكويتية» و«سياسة الأرض المحروقة الكويتية» و«جمعية الغضب ودرجة الغليان السريع الكويتية» وجميعها جمعيات عاملة وفاعلة بجدارة واقتدار على ساحتنا المحلية.
ان الحاجة باتت ملحة اليوم قبل الغد لقيام أخيار الكويت بإنشاء جمعية نفع عام تدعى «جمعية المصالحة والمغفرة الكويتية» التي اعتقد انها ستكون الجمعية الأهم في تاريخ الكويت، حيث لم تعد هناك فائدة من جمعيات المجتمع المدني الأخرى التي أصبح يشلها ويعطل عملها الخلافات الشديدة السائدة بين أعضائها وليعطنا أحد جمعية نفع عام واحدة لا تسودها روح حروب داحس والغبراء بين اعضائها.
لقد تفككت أواصر العائلات والقبائل والطوائف والتجمعات السياسية والمهنية بسبب الخلافات والمعارك الغبية المستحكمة في المجتمع والتي تظهر على شكل بيانات واحتجاجات وحتى اضرابات والتي يمكن لتلك الجمعية متى ما أنشئت ان تقضي عليها في أقل من عام حيث ان تلك الخلافات في الأغلب لا تقوم على معطى مذابح ودماء، بل انها في الأغلب نتاج عمليات غفلة وسوء فهم وترف وغضب مؤقت يمكن اصلاحها بجلسات قليلة كي نشهد قبيل رمضان القادم حالة انفراج شديدة في المجتمع حتى لا نضع أنفسنا في وضع أسوأ مما وضع الحمقى من أهل بيزنطة أنفسهم فيه، فهؤلاء على الأقل لم تتح لهم كحالنا فرصة العودة لوطنهم الذي ضيعوه بخلافاتهم العبثية عن جنس الملائكة كي يرجعوا سريعا لمثل تلك الخلافات كحالنا، راجيا ألا يسألني أحد عن ذلك الجنس!
آخر محطة:
حتى تنشأ تلك الجمعية العامة وبمناسبة دخول الشهر الفضيل أرجو ان تبدأ قلوبنا وعقولنا وضمائرنا وشخوصنا بالمغفرة والتواصل مع من نعتقد انهم خصومنا، ولم يعد لدي شخصيا منذ اليوم خصومة مع أحد أيا كان ذلك الطرف، ومبارك عليكم جميعا الشهر.