بينما تتدافع الأمم الأخرى للدفاع عن معتقداتهـا الدينية نجد أن الإسلام يثلم ويجرح كل يوم من اقرب مقربيه، فالقتل والتهجـير وقطع الرقاب وفرق الموت في العــراق تعــمل تحت راية وتشجـيع وتحريض رجـال الدين من الطوائف المختلفة في وقت يفترض أن يكون هؤلاء ـ كـحــال المرجـعـيـات الروحيـة في المعتقـدات الأخرى ـ أول من يلـجـأ لـهم الناس عند اشــتــداد الخطوب.
في السعودية أفتى أحد العلماء بجواز الزواج بنية الطلاق للطلبة ممن يعـتــزمـون الدراســة في الخـارج واشــتـرط في فــتــواه ألا يتم إبلاغ الزوجة الأجنبية التي ما أن يفصل أو ينتهي الطالب من دراستـه حتى يقوم اختياريا بإسقاط عقد زواجه منها بعد إن استـمتـع بها خـلال مدة دراسـته.
وتناسى من أفتى بذلك الأمر السمـعة السيئة التي ستحيق بالإسلام من تلك الفـتـوى إذا مـا هجــر آلاف المسلمين زوجـاتهم في الغـرب، إضافة إلى أن فتوى كهذه قد تطبق على السعوديات والخليجيات حيث سيتزوجهن الطلبة المبعـوثون للخارج لإشـباع رغـباتهم الجنسـيـة ويتم الطلاق فـور العـودة للوطن.
وكــان عـالم آخـر قــد طالب باعتبار الخادمات الكتابيات ملك يمين يجوز التسري بهن دون زواج.
وفي مـصـر أفتى احـد العلمـاء برضاعة الكبار هذه الأيام وتناسى في البدء أن المرأة ترضع في الأشهر الأولى للولادة التي تكون فـيها ضـمن أجازة الوضع، وقــد أضاف بعــد ذلك رأيه الشخصي بأن الرئيس كلينتون ما كان سـيـسـقط في المـشـاكل لو رضع من مونيكا (! ) متناسيا أن المذكورة لم تكن والدة أو مرضـعة حتى يتحـقق شرب خمس رضـعات منها، إضافة إلى عدم إيمانهم في الغـرب بأخـوة الرضاعـة حـتى يرتدع الرئيس كليـنتون عـمـا انتواه.
وأفضل الردود على فــتــوى رضاعـة الكبار مـا قيل أنها مـختـصة بقضية محـددة بسالم ابن أبي حذيفة بالتبني وليست مطلقـة وهو أمر يقول به هذه الأيام من اعـترض في السـابق على من قالوا أن فتـوى عدم فلاح الأمم التي تولي أمرها امرأة تختص بحادثة مـعينة في بلاد فـارس بعد أن أثبتت نساء كأنديرا غـاندي وتاتشر وغولدا مـائيـر نجـاحـهـن في قـيـادة أممهن للنصر.
وقـبل سنوات قليلة أصدر احـد رجال الديـن والتشريـع المسمى عـيد الورداني كتابا في مصـر اسماه «قصة الخلق من العـرش إلى الفـرش» ادعى انه اثبت بالأدلـة الشـرعـيـة خطأ 55 حـقيـقـة «علميـة» منهـا عدم وجـود جـاذبية أرضية وان الأرض لا تدور حول نفـسها أو حـول الشمس كـما أن الأرض اكـبــر من الشـمس والقــمـر مجتمعين وان السحـاب يتحول يوميا إلى جـبـال والجـبــال إلى سـحـاب، والشـيطان يعـيش عـلى خط تقـاطع الاستـواء بخط طول 140 وان الشمس تنطـلق كل يوم مـن مكان مـــعين في البحـر وان هناك محـيطا واحدا وست قارات لا سـبعا وغـير ذلك من حـقائق شـرعيـة حسب دعـواه يضـعهـا في تعـــــارض مع العـلم الحـــــديث والاكتشافات الإنسانية.
آخر مـحطة:
يقول داعـية الإسلام محـمد الغـزالي الذي حضـرت حادثة رحيلة المفاجئ بالرياض، في احد كتبه أن المسلمين ليسوا ملزمين بالدفاع عما يخـالف العلم أو الفطرة السليمـة، في معرض حديثـه عن سقوط الذبابة في الحساء.