في البـدء العـزاء الحـار لآل العبد الرزاق وآل السعـدون وآل السميط في فقـيدتهم الغالية ولآل اغـا علي بهـبـهاني فـي فقـيـدهم الغالي، للراحلين الرحمة والمغفرة ولأهليهـما وذويهـما ومحـبيهـما الصـبـر والسلـوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
في منتـصف التـسعـينيـات أحضرت معي من الولايات المتحدة كتـابا يتحـدث بإسهاب عن لجنة القـيم في الكونغـرس الأمـيـركي واقترحت مـثل ذلك الأمر على أحد النواب آنـذاك، فــقــدم مــشكورا مقـترحـا بهذا الـشأن وتم رفـضه وقـد كــررت هذا الطلـب مع نائب فـاضل آخـر في سـنوات لاحـقـة، فقدم كذلك مقـترحا بتشكيل لجنة للقيم وتم إسقاطه.
هذه المرة اعــتـقــد أن هناك طلبـا من الشـعب الكويتي كـافـة بتــشكيل لجنة لـلقـيم تحــاسب النواب المتـجاوزين، والأمـر ليس مـرتبطا بالضـرورة بما حـدث في الأيام الماضية، بل انه أمر طبيعي حـيث لا يوجـد برلمـان في العـالم دون مثل تلك اللجنة التي عادة ما تتـــشكل من رؤســـاء اللجـــان البرلمانية وبعض النواب الآخرين ويكون من صـميم عـملها الحـفاظ على السمعة الطيبة لبيت الشعب عـبر مـحـاسـبة المتـجـاوزين من النواب تـتــراوح بين التنـبــيــه والخصومات المالية والحرمان من التصويت وإسقاط العضوية.
إقـرار الذمـة الماليـة للنواب والمسؤولين لا يساوي الحبر الذي يكتب به مـادام لم يحدد عـقوبات رادعـة لمن يكـذب أو يزور في ذلك الإقرار كـحال العقـوبات الشديدة والمغلظة لمخالفي الإقرار الضريبي في الدول المتقدمة، مـا سيحدث في غيـاب تلك العقوبات أو تخـفيفـها هو أن البـعض وخـاصـة الجـديد منهم سـيكذب ويضـخم من أرقام ثرواته اســـتــعــدادا للمـكاسب القادمة، حيث سيقول فيما بعد انه دخل المجـلس ولـديه مــــثل تـلك الثروات بينما سيلجأ من تضخمت ثرواته بالحرام إلى الكذب المضاد حيث سيـدعي انه بعد سنوات من العـمل البـرلمـاني لا يملك شـروى نقير.
وإسـاءة اسـتـخـدام الراحل الســادات ذات مــرة لجنة القــيم المصـرية لإسـقاط عـضـوية نائب معارض مثل لا يعـتد به فلا يوجد لدينـا في الكويت ـ فـي اليــوم أو الغـد ـ حـزب ينـضـوي تحت ظله 99% من النواب الحكومـيين كحـال الوضع أيام السادات كي تسـتخدم مثل تلك اللـجنة لإسقاط عـضوية المعـارضين، كـذلك فـرغم حـيـازة الحـزب الوطني للأغلبـية المطلقـة في البرلمان المصري فلم نسمع قط عن أن تلك اللجنة اسـتخـدمت ضد المعارضين بل على العكس من ذلك تماما فـقد تم عـبر السنين إسـقاط عـضـوية نـواب القـروض ونواب المخـدرات وجمـيـعهم من الحـزب الوطني.
آخر محطة:
للمـعلومة لجنة القـيم هي للنواب بمنزلة مـحكمـة الوزراء لـلوزراء، فــمـن غــيـــر الإنصـــاف أن يحـــاسب الـوزير المتجـاوز ولا يحاسب النائـب متى قام بالتجاوز نفسه وهو أمر يؤمن به الـشــــعب الـكويـتي ونـوابه الشـرفـاء، وقد حـان زمن إقـراره دون تأجيل.