أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع

الإجرام الطائفي.. وكشف حساب النواب

أثبتت الأيام أن هناك في المنطقة من لديهم حقد طائفي دفين فتاك، حقد لا يقيم للدين ولا للشريعة أي اعتبار، به يتفننون في قتل المدنيين بدماء باردة، ينتشون معها ويطربون وهم يرون دماء الأبرياء تسيل كما تذبح الخراف، يحتفلون ويتباهون وهم يرون أعراض النساء تنتهك وتستباح، وأوصال الأطفال تتقطع وتتطاير، هؤلاء لا يرعون لمسلم إلّاً ولا ذمة، فعلوا ذلك في أهل العراق، كما سبق لهم أن مارسوا ذلك في لبنان، وأيضا نفذوه في اليمن، وها هم اليوم يمارسونه بأبشع صوره في بلاد الشام، بل بلغ ذروته فيما يرتكبونه من إجرام في حلب. نعم هذا الإجرام الطائفي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً، حيث تمت تصفية السنة في كل المناطق، وهجّر وأذيق سنّة العراق الأمرّين، وها هي ممارسة إرهاب الدولة في سوريا، ودول لا تتوانى عن التحالف مع من تسميهم رؤوس الشر والكفر، فترضي الأميركان، وتتحرك بالتنسيق معهم وبإذنهم ووفقاً لمخططهم، وهي تتحالف مع روسيا وتستخدم أساليبهم وأسلحتهم الفتاكة، ونحن لا نزال نراقب، وربما نشجب، أو أحياناً نفضحهم على استحياء، وأظن أنه لم يعد لنا خيار إلا تقليم أظافر هذه الدول ومواجهتها تماماً، كما واجهناها في عاصفة الحزم باليمن، فهي لا تفهم ولن تفهم إلا لغة الحزم والقوة، ولن تقف عن عبثها، ولا طائفيتها التي تقطر بدماء الأبرياء، ومن المحزن أنها تحرك وتهيج أدواتها في المنطقة ودولها، فيتم تجييشهم طائفياً، حتى وأن ادعوا أنهم ليبراليون، كما نرى في أحدهم الذي يحرض بنفس بغيض تحت ستار محاربة التطرف، وهو المتطرف طرحاً وطائفية.
* * *
لو أردنا أن نراجع وندقق في إنجازات نواب مجلس الأمة والوزراء، لوصلنا الى نتيجة مخيبة وسريعة، ولو محصنا ودققنا ملف النواب القدامى واحدا واحدا، لوجدنا أن كل واحد منهم ليس عنده قضية محددة، ليتولى معالجتها، وبكل تأكيد ليس لديه مشروع محدد للإصلاح الجزئي أو الكامل، ولذا تمر سنوات العضوية واحدة تلو الأخرى، وتنتهي مدة العضوية، وهذا النائب وذاك لا يزال يأمل الناس أنه سيعمل وسينجز، رغم أن البلد في انحدار مستمر ومشاكله البسيطة لا تحتاج الى عقل فذ لإدراكها وحلها، ثم يتساءل لماذا الناس محبطون؟ للأسف هذا هو المشهد المتكرر الذي يقوم به الأعضاء ومعهم الحكومات المتعاقبة، تلهيهم القضايا والموضوعات الهامشية والطارئة، ويهمهم الاستعراض والظهور الإعلامي، ويتقنون الوعود ودغدغة المشاعر، وعند النظر الى قضايا البلد نجد كل شيء من سيئ الى أسوأ، فطوابير المشكلة الإسكانية مستمرة، ومعاناة الشباب متراكمة، والرعاية الصحية متدهورة، والتعليم في انحدار وفرصة متضائلة، والفساد ضاربة أطنابه، إذاً ماذا تم في المجلس الماضي على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة؟ وماذا تم بالمجلس الذي قبله، والذي قبله؟ كلها كانت وعوداً وأعمالاً ذهبت هباء، لأنه ليس فيها ما ينفع العباد والبلاد، نعم زادت وجهات النواب، وصارت لهم حظوة اجتماعية بعدما كان لا يعرفهم أحد، وصار أقرباؤهم وزراء أو وكلاء أو رؤساء شركات أو جهات حكومية، زادت أرصدتهم وزادت مكاسبهم، وهو سر أن مشكلات البلد مكانك راوح، وحال البلد في انحدار مستمر، لأن معظم النواب والوزراء في وادٍ، ومشروع بناء البلد وهمومه ومشكلاته في وادٍ آخر.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *