حسن الهداد

عوار رأس!

يبدو انه مكتوب علينا استمرار الصراعات وعوار الرأس من أصحاب الصراع البيزنطي الذي جر البلد الى ساحات متصارعة.

متى نحرر عقولنا من اختطاف مخططات المتصارعين البيزنطية التي جلبت لنا الكراهية والعناد والتفرقة، واصبحنا وكأننا في مدرج نشاهد من خلاله معركة ثيران، زعماؤها يخططون على مناصبهم، والسذج يتقاتلون من أجلهم !

نعلم جيدا بأن وجود الصراعات أمر طبيعي ما دام هناك جماهير ساذجة تصفق، ليس للحق ولا للقانون بقدر ما تتغنى عشقا لإرضاء المعازيب وإن كانوا على خطأ جسيم، ومادام النفاق الاجتماعي لا يزال يتسيد ساحة الصراع فحتما سنجد المتصارعين مستمرين في صراعهم بكل ما يملكون من قوة بتحريك أدواتهم المنتشرة، وهذا يشكل جريمة بحق البلد ولكنهم لا يعقلون.

• وللأسف اليوم نرى بوادر غير مطمئنة من قبل بعض نواب الأمة، عندما نشاهد دعواتهم لبعضهم والتي باتت تقتصر على نواب وتتجاهل آخرين، وكأن الهدف منها هو تحويل المجلس إلى فريقين متخاصمين، وذلك سواء كان بقصد أو من غير قصد بالتأكيد سيجرح يد التعاون بين النواب وستكون البداية غير موفقة وتحمل مواقف ردود فعل عكسية، فماذا سنرى من مجلس تأملنا فيه خيرا؟!

لكنني ما زلت أراهن على هذا المجلس بأنه سيحقق تطلعات المرحلة الحرجة، ولكن عليه ان يبتعد عن لعبة شد الحبل الممثلة بالمتخاصمين، وعلى جميع النواب أن يدركوا أن هذا المجلس يمثل الشعب واحتياجاته وليس حلبة صراع للآخرين، لذا من واجبهم الدستوري ان يلتفتوا لطموحات وتطلعات الشعب الكويتي التي هي أشهر من أن تذكر ويتجاهلون أي صراعات باطلة، والأهم ان يدركوا أيضا أهمية الظروف الإقليمية الصعبة وما يستوجب العمل الجاد بهدف الخروج من تلك الظروف المتوترة بأمن وأمان من دون التوجه لردود فعل وبطولات لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة ان التوجهات العالمية بدأت تتغير، وهي بتلك الظروف الواقعية مطلوبة، وتتمثل بتوجهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وهذا ما نريده منهم، بأن يكونوا خير داعمين لتوجهات سموه لأنها تحمل الحنكة والحكمة السياسية.

وأخيرا أود أوجه رسالة للمتصارعين، عليكم أن تعلموا بأن مصلحة الكويت العليا أهم بكثير من مصالحكم الخاصة، لذا نتمنى ان تعيدوا النظر في تحركاتكم، وان تخافوا الله في وطنكم.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

حسن الهداد

كاتب صحفي حاصل على درجة الماجستير بالاعلام والعلاقات العامة
twitter: @kuw_sky

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *