محمد الوشيحي

ركبة التعاون بين المجلسين

رفعت حكومتنا سعر الوقود، فاستنفر الشعب، وعلت صرخاته، فارتبك نواب هذا المجلس المزيون، وتقمصوا شخصية بان كي مون: “إننا نشعر بالقلق”.

طيب يا سادة، هل ستكتفون بالقلق كما يفعل بان كي مون، الأمين القلق لهيئة الأمم المتحدة، أم لديكم أفعال أخرى؟ بالطبع لا لن نكتفي بالقلق، بل سنشجب ونستنكر وندعو الطرفين إلى ضبط النفس… و”اللي فيها فيها”.

طيب هل طلبتم من الحكومة تقديم دراستها التي رفعت أسعار البنزين استناداً إليها؟ وهل طلبتم مناظرتها في وسائل الإعلام، أمام مرأى الناس ومسمعهم؟ لا، سنترك الحكومة لضميرها، وليحاسبها ربها الذي سيحاسبنا جميعاً يوم الحساب. ويا ويلها من الله.

جميل، وهل ستقدمون استجواباً في هذا الخصوص؟ معاذ الله، فنحن اتفقنا مع الحكومة على مد يد التعاون… لكن الحكومة كفت يدها عن يدكم، ونقضت اتفاقها معكم، وتركتكم في مهب الشعب، فماذا أنتم فاعلون؟ سنجرب ركبة التعاون، لعل وعسى.

ويكفينا، يقول نوابنا الفضلاء، أن مجلسنا هو أكثر المجالس إنجازاً للمشاريع. حتى لو كانت المشاريع تدمي جبهة المواطن، وتفقأ عينه اليسرى، وتضربه بالكوع على معدته الكريمة. وحتى لو كانت القوانين من إنتاج الحكومة وبطولتها وإخراجها وإضاءتها. وحتى لو كان عملنا ينحصر فقط في رفع يد الموافقة. المهم أن مجلسنا يستحق لقب مجلس الإنجازات.

بارك الله فيكم يا أبطال النينجا. واصلوا تحقيق الأمجاد. لكن انتبهوا واطلبوا قراءة القوانين قبل رفع يد الموافقة عليها، فلعل الحكومة تقدم إليكم مشروع قانون، حتى ولو من باب المزاح، ينص على أنه “يحق لكل وزير استخدام ثلاثة نواب لأعمال المنزل، والمقاضي، ورعاية الأطفال”. على الأقل اطلبوا من الحكومة قبل تقديم هذا المشروع أن تُلحقكم بدورة “بيبي ستر” أو مربية أطفال، كي لا يضحك الناس على طريقتكم في رعاية أطفال الوزراء، وكي تؤدوا أعمال المنزل بالأمانة والصدق.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *