الدمار والمآسي شاملة لمعظم أقطار الأمة العربية، لكن القتل والدمار المتوحش، الذي تواجهه سورية، وعلى الأخص ما يجري من قتل وتدمير في حلب، هو مسؤولية روسيا بوتين.
ما تواجهه حلب وأهلها جريمة ضد الإنسانية، آخر أخبار الـ “بي بي سي” (التلفزيون البريطاني) الساعة الرابعة من مساء يوم الأربعاء، تقول عشرات القتلى يتساقطون ووزير خارجية روسيا يتحدث في بيان يوم الثلاثاء عن محادثات إيقاف القتال مدة 48 ساعة في دمشق و72 ساعة في حلب، ولكن مع الإصرار على استمرار ضرب جماعات داعش والنصرة، وهي الادعاءات التي طرحتها روسيا بوتين عندما تدخلت مباشرة في سبتمبر الماضي. ومنذ ذلك الوقت والقصف الجوي الذي توضحه الخرائط مركز في مناطق الشمال والغرب، وهي مناطق المعارضة في إدلب واللاذقية وحمص وحماه.
بينما “داعش” سيطرته في الشرق في الرقة والحسكة. ما يؤكد أن ادعاءاته ليست أكثر من ذرائع.
فتدخل روسيا كان غرضه الرئيس وربما الوحيد المحافظة على نفوذها بحماية نظام الأسد واستمرار بقائه.
وعندما أعلن بوتين في أبريل الماضي عن سحب بعض قواته وسلاحه الجوي، قال إن روسيا أدت دورها بعد أن استعادت عشرة آلاف كيلومتر لنظام الأسد، وإن الأسد قادر على استعادة ما تبقى.
وسادت التفسيرات على مستوى عالمي أن الانسحاب كان للضغط على الأسد للدخول في مفاوضات لتحقيق السلام والاستقرار في سورية، وتشكيل حكم مشاركة بناء على إصدار دستور وانتخابات يشارك فيها الشعب السوري بما فيه الحكم والمعارضة.
المفاوضات مستمرة منذ فبراير الماضي وحتى الآن، ولكن العمليات القتالية وقصف المدن والبراميل لم تتوقف، وروسيا تبرر ذلك بأن المستهدف هو القوى المتطرفة، داعش والنصرة، لكن أمام أعين العالم الضحايا هم أبناء حلب المدنيون أطفالا ونساء وعجزة.
القصف والتدمير طالا المستشفيات ومراكز العلاج، يضاف إلى ذلك حرمان حلب وغوطة دمشق من المساعدات من مؤن وأدوية ومواد غذائية، وحتى أمس الأول الثلاثاء يتحدث لافروف وزير خارجية روسيا عن إيقاف القتال فيما عدا ضرب الجماعات المتطرفة، داعش والنصرة، وهي ادعاءات وذرائع لا تنطلي على السذج وحسني النوايا. مجلس الأمن أدان استمرار القصف، والأمين العام للأمم المتحدة استنكر استمرار القتال.
الهدف الواضح هو أن روسيا ماضية في توفير كل الفرص لاستعادة الأسد سيطرته على كامل الأراضي السورية، بعد أن كان قبل التدخل الروسي على شفير الهاوية وفقدانه السيطرة على كل شبر من أراضي سورية.
مسؤولية القتل المتوحش للبشر والتدمير للحجر من مدن ومساكن ومستشفيات تقع كاملة على روسيا بوتين.
المعضلة من جانب آخر هي خذلان المجتمع الدولي بمؤسساته، وتخاذل الدول العربية وأنظمتها، وتفكك وتشرذم قوى المعارضة التي بلغ عدد فرقها المئة أو ما يقرب من ذلك، والضحية هي الشعب السوري الذي بلغ عدد قتلاه حوالي أربعمئة ألف، وضحايا حلب في القصف الأخير بالمئات.
لم نعد نملك التعبير عن الغضب والاستنكار والشجب في ظروف عجز العرب بدولهم ومؤسساتهم حتى عن توفير لقمة عيش أو جرعة ماء أو حبة أو حقنة دواء.
أقل ما هو مطلوب تحرك شعبي في بلدان العرب، للاحتجاج أمام السفارات الروسية في العواصم العربية.
آخر مقالات الكاتب:
- انتخابات 2016 فرحة لم تكتمل
- أول مجلس يحلّ نفسه
- لا تزرعوا الكراهية فنتائجها وخيمة
- الانتخابات المقبلة… المقاطعة أسلم أم المشاركة؟
- الفساد وصل إلى العظم
- منع الاختلاط والحول الفكري
- الدمار والقتل في حلب مسؤولية روسيا
- المأزق الذي نواجهه من صنع السلطة
- وداع… وإنقاذ
- برنامج الحكومة الإصلاحي… لا جديد فيه ولا يحمل جدية