عادل عبدالله المطيري

حوار وطني برعاية أميرية

سنعيد ونزيد في الكتابة عن الحوار مرة أخرى وحتما ليست أخيرة، فالحوار ولا غيره سيحل مشاكلنا المعقدة والمتداخلة، ربما ذهاب المعارضة السياسية إلى الشارع والمظاهرات والخطابات ذات العبارات القاسية مباشرة بعد حل مجلس فبراير ٢٠١٢ كان أمرا متسرعا وخطأ وقعنا فيه جمعيا، فكان على نواب الأغلبية السابقة أن يجمعوا كل القوى السياسية ويضعوا تصورا لمستقبل الحياة الديموقراطية في الكويت ثم يطرقوا أبواب السلطة للتفاوض حولها، لربما كنا قد استطعنا احتواء الأزمة ووفرنا طاقاتنا وكرسناها للإصلاح والتنمية.

الذي يريد الذهاب إلى طاولة الحوار من المفترض أن يأتي دون شروط مسبقة أو تحفظات مسبقة، فلا يحق للتكتل الشعبي مثلا أن يشترط إلغاء مرسوم الصوت الواحد للدخول في الحوار، وفي المقابل يجب أن تأتي الحكومة للحوار بانفتاح دونما تمسك بأي قانون أو مرسوم بما فيها قانون الانتخاب ودون تحفظات على أي فكرة إصلاحية مطروحة بما فيها فكرة الحكومة المنتخبة، هكذا يفترض أن يبدأ الحوار لكي ينجح.

وأيضا لكي ينجح الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة، لابد أن يتواجد الجميع حول طاولة الحوار، كل التجمعات السياسية والمكونات الاجتماعية والطوائف الدينية الرئيسية، حتى غرفة التجارة يجب ان تتمثل في الحوار.

كما نتمنى أن يحظى هذا الحوار الوطني برعاية سامية من قبل صاحب السمو الأمير، فهو الحاكم والحكم بين الجميع، كما أن وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، رجل سياسي يتمتع بعلاقات جيدة مع كل الفرقاء السياسيين، ويمكنه أن يترأس وبحيادية اجتماعات الحوار الوطني الذي نتمنى أن يبدأ بأسرع وقت.

احمد الصراف

المال النفطي والرياء الصحفي

حصل كثير من الصحافيين العرب على ملايين الدولارات من بعض حكام الدول الخليجية، ثم جاء بعدها صدام والقذافي ليزايدوا عليهما، وقد يكون هيكل أحد الاستثناءات هنا، أقول هذا بالرغم من كل مثالب الرجل وسقطاته، ومع الاحترام للذين لم يسخّروا أقلامهم أو صحفهم للمراءاة والنفاق، والذين لا أعرفهم أو لا أتذكرهم الآن، ولا يعني ذلك أن كتّاب الدول النفطية كانوا أفضل من غيرهم في قضايا ومسائل «القبض»، فقد قبض كثير منهم، وما زالوا، ومظاهر الثراء التي بانت على كثير من الكتّاب أخيرا بالذات أكثر من أن تُحصى! ومن الذين حامت الشبهات حولهم في فضيحة «كوبونات النفط» الصحافي عبدالباري عطوان، الذي كتب مقالا قبل أيام مدح فيه مرحلة حكم صدام، وتطرّق فيه إلى أنه تنبأ بأن الشعب العراقي سيقاوم المحتل الأميركي بشجاعة وسيهزمه، ولن يكون هناك عراق مستقر أو ديموقراطي. وأن هزيمة أميركا أتت تاليا على أيدي المقاومة العراقية الباسلة، وأن صدام حسين كان دكتاتورا، ولكنه حكم دولة موحدة ببنى تحتية جيدة وخدمات ممتازة لمواطنيه مع جيش قوي، وحكم دولة ذات هيبة في محيطها! بينما العراق الجديد بلا هوية وطنية جامعة، ولا هيبة، ولا وحدة وطنية أو ترابية! كما أورد في مقاله نتفا عن تصريحات شخصيات عراقية ندمت على سابق معارضتها لصدام، ولكن «الزميل» القبيض نسي، أن حكم صدام الدكتاتوري الدموي والجائر هو الذي تسبب في كل ما يعانيه العراق الآن من ويلات ومصائب، فقد كان بوسع ذلك الأحمق خلق دولة حديثة وحرة بشعب خلاق ومتعدد المواهب، ولكنه فضّل استخدام حذائه في الحكم بدلا من عقله، فوصل العراق إلى ما وصل إليه الآن. وبمناسبة الحديث عن الصحافيين أخبرني صديق بحادثة كان شاهدا عليها، فقد تواجد في مكتب أحد كبار رجال الدولة في مطلع السبعينات، عندما دخل عليهم الصحافي اللبناني سليم اللوزي، مؤسس «الحوادث»، والذي اغتالته المخابرات السورية لاحقا! ثم دخل عليهم المرحوم عبدالعزيز المساعيد بعدها، وبعد السلام التفت للوزي وقال له: ها سليم ما نشوفك هني إلا عندما تحتاج فلوس؟ ويقول الصديق إن اللوزي انتفض ووقف مستأذنا الشخصية الكبيرة في الرد، فأذن له، فقال: عفوا سيدي نحن لم نأت. الى الكويت لنحصل على فلوس، إنما هدف زيارتنا هو أن نتثقف من جامعتي أكسفورد وكمبردج عندكم! وتابع سليم قائلا وموجها كلامه هذه المرة للمساعيد: هوي في شي عندكم غير الفلوس لنأخذه يا أخو الـ…؟! وكادت الشخصية الكبيرة أن تقع عن كرسيها من شدة الضحك!

أحمد الصراف