خبران تصدرا مانشيتات الصحف قبل يومين، الأول عن مشروع إنشاء 200 ألف منزل خلال 3 سنوات، والآخر تحذير من أحد مسؤولي الكهرباء بأن الكويت قد تتعرض لنقص كبير في الماء والكهرباء مع حلول عام 2012 (بعد عامين فقط) ومن ثم يطرح تساؤل منطقي عمن سيزود المدن والمساكن والمشاريع والأبنية الجديدة بضرورات الحياة من ماء وكهرباء!
واضح من كلام المسؤول ان هناك حاجة ماسة لإنشاء المزيد من محطات التقطير ومولدات الكهرباء الجديدة لسد النقص، إلا أن الإشكال في هذا الخيار هو تسخيره مئات آلاف من براميل النفط «الإضافية» يوميا لخدمة هذين المتطلبين مما سيقلل من كميات النفط المصدرة وسيكون له بالتبعية أفدح الضرر على الميزانية العامة للدولة خاصة ان الكهرباء والماء يباعان بأسعار مدعومة من الدولة، إضافة إلى الأضرار الفادحة بالبيئة بسبب محطات تقطير المياه ومولدات الكهرباء.
المستغرب ان تلجأ الوزارة لتوفير المزيد من الكهرباء والماء كي يتسلى الجميع بهدرهم قبل التفكير فيما تقوم به «جميع» دول العالم الأخرى مع ترشيد الهدر بقوة القانون وضمن فرض دفع المستهلك ثمن ما يستهلكه عبر شرائح سعرية يزداد فيها ثمن الوحدة بازدياد الاستهلاك.
إن الكويت بلد فريد في تعامله غير المسؤول مع هاتين السلعتين الاستراتيجيتين اللتين لا تقوم الدول ولا تحيا دونهما، فرغم اننا بلد لا أمطار ولا أنهار فيه إلا اننا الأكثر استهلاكا للمياه في العالم كما تثبت الأرقام الدولية، وما على المراقب إلا مشاهدة آلاف الأنهار من المياه العذبة التي تصب في المجاري العامة كل صباح بعد أن تستخدم خراطيم مياه الضغط العالي في غسل السيارات والأحواش والحدائق والأرصفة والشوارع ومطاردة حبات الرمال…
إن أول ما يجب على الوزارة القيام به هو تركيب عدادات كهرباء وماء على كل وحدة سكنية في الكويت حتى يحاسب كل شخص على ما يستهلكه ضمن شرائح متصاعدة، وإصدار تشريعات صارمة تمنع الهدر كحال قانون «الجفاف» البريطاني، فدون تطبيق مثل تلك الخطوات الهامة ستبقى مشكلة الكهرباء والماء إلى أبد الآبدن بعد أن نصرف المليارات على إنشاء المحطات ونخسر عوائد مئات آلاف البراميل يوميا دون فائدة.
آخر محطة: (1) اتصال من الصديق د.عادل اليوسفي يطلب ان أكتب على لسانه إعجابه الشديد بالمنظومة الأمنية المتطورة في دبي التي كشفت قتلة محمود المبحوح في وقت قياسي… (طبق الأصل).
(2) تقوم بعض الدول الخليجية باستخدام الخلايا الشمسية لتوفير الإضاءة في الشوارع وتنظيم عملية سقي المزروعات في الدولة.. (تجربة تستحق الدراسة والتطبيق).
(3) كما أتى في الصحف… مواطنون يرفضون ترك المستشفى بعد انتهاء ساعات الزيارة ويقومون بالاعتداء على الطبيب والممرضين ورجال الأمن، سبب التسيب هو وساطة النواب في كل حادثة والتنازل عن الدعوى في وقت لاحق والأحكام المخففة..!