اعتادت قممنا الخليجية ان تعطي لأنفسها تسميات تعكس اهم الانشطة لذا وددت لو سميت قمة الكويت بـ «قمة التنوير والثقافة والادارة والتنمية البشرية» لاظهار اهتمام القادة بقضايا تنوير شعوبنا وتطويرهم عبر الاهتمام بالتنمية البشرية وحقوق المرأة السياسية والاجتماعية وقضايا التعليم النوعي لا الحفظي.
وبمناسبة التنوير استمعت واستمتعت مساء امس الأول بالمحاضرة الراقية التي شدا بها د.طارق حجي ضمن أنشطة دار الآثار الاسلامية واتمنى شخصيا على العزيزة الشيخة حصة صباح السالم ان تطبعها على شرائط مدمجة تقوم الدار باهدائها او بيعها حتى لا تضيع تلك المحاضرة القيمة هدرا، كما نود ايصالها لبرنامج «الجزيرة مباشر» كي يطلع عليها الملايين خارج الكويت.
يرى د.طارق حجي ان الاسس التي يجب ان تقوم عليها خارطة طريقنا الجديدة للوصول لركب الدول المتقدمة هي الايمان بالتعددية، التعليم المفجر للابداع والبعيد عن التلقين والحفظ، حرية الفكر، تشجيع لا قمع العقل النقدي، تعزيز مكانة المرأة، دعم روح المبادرة، الايمان بعالمية المعرفة، تشجيع علوم الادارة وادارة الموارد البشرية، القبول بالعيش المشترك مع الآخر.
ومن معوقات التقدم كما يراها الحجي طارق حجي الايمان بتآمر الآخرين علينا وثقافة الكلام الكبير والاستغراق في الماضي الذي اسميه شخصيا «تحول تاريخنا لأفيون شعوبنا»، ومدح الذات وشخصنة القضايا والاسترسال في المحلية والكراهية الشديدة للنقد، وسنقوم في مقال لاحق بالتطرق الى ما تباينا فيه مع الدكتور المبدع طارق حجي الذي نود ان تدرس كتبه وافكاره في المدارس والجامعات الخليجية والعربية.
ويرى المحاضر الذي هو استاذ الاتفاقيات الدولية ورئيس سابق لشركة «شل» العالمية وحاصل على عشرات الجوائز العالمية ان التقدم هو بكل بساطة التوظيف الامثل لمعطيات العلم الحديث لخلق فرص حياتية افضل للانسان، وان معاداة الحضارة القائمة هي معاداة للتراث الانساني بشكل عام، كما ان التقدم ليس وليد وفرة الموارد الطبيعية او المالية بل هو منتج مباشر لحسن تطوير وادارة الموارد البشرية ممثلة بالانسان اساس الثروة الحقيقية.
آخر محطة:
1 – بددت اقوال وفتاوى الداعية د.احمد الغامدي رئيس هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة حول التعليم والعمل المشترك للنساء والرجال بحور الظلم والظلمات التي احاطت بالنساء الخليجيات وحان الوقت لان يتقدم بعض نوابنا الافاضل بمقترح يعيدنا لجادة الصواب عبر العودة للتعليم المشترك في اروقة الجامعة، ومما قاله الداعية العالم في هذا السياق ان كبار من يدعون لعدم الاختلاط في محاريب العلم المكشوفة والمراقبة هم من يقبلون بالاختلاط غير المراقب للرجال والنساء من الخدم في بيوتهم.
2 – من الامور المحيرة ان اكثر النواب والكتاب تشددا في عمليات تحريم الاختلاط والتعليم المشترك في بلدنا لا يقضون عطلهم أبدا في جبال عسير واليمن وافغانستان الباردة بل لا يستقيم لهم المقام الا في بلدان الاختلاط الشديد مثل لندن وباريس وبانكوك ولبنان والقاهرة! ولا تنه عن خلق وتأتي مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم!
3 – أخيراً، وددنا من القمة أن تأمر بإرسال طائرات ومدرعات «درع الجزيرة» لدك معاقل الخوارج الذين يهددون البوابة الجنوبية لمجلس التعاون الخليجي، وإذا لم نقم بذلك الأمر فما فائدة تلك الدرع؟! نعلم أن القضية رمزية فالإخوة في السعودية واليمن «موفين ومكفين» ولكن المهم مضمون الرسالة للطامعين والمتربصين.