سامي النصف

مملكة الهدوء والحكمة

حضرنا قبل أيام ملتقى قادة الإعلام العربي الأول الذي عقد في مملكة البحرين برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ونظمته وزارة الثقافة والإعلام البحرينية ووزيرتها المثقفة الشيخة مي آل خليفة التي أظهرت عناية كبيرة منذ ان كانت وكيلة وزارة شؤون الثقافة والتراث والمتاحف في البحرين فحافظت على ذاكرة الأمة عبر حفاظها على تلك المعالم التاريخية الجميلة.

وقد كان التنظيم الذي أشرف عليه أمين عام الملتقى الصديق ماضي الخميس غاية في الدقة، وتمت تغطية الأنشطة بشكل كبير من قبل الصحافة والفضائيات الخليجية والعربية والدولية، لذا لن نتطرق إلى تفاصيل ما جرى منعا للتكرار وانما سنشير الى بعض جوانب المؤتمر وبعض انطباعاتنا الشخصية عن مملكة البحرين التي لم نزرها منذ سنوات طوال.

في الجلسة الختامية التي أدارها باحتراف الزميل د.محمد الرميحي حول مستقبل الإعلام العربي أبدينا تشاؤمنا من ذلك المستقبل كونه جزءا لا يمكن فصله عن الواقع العربي الشامل الذي يظهر انه مقبل على مزيد من التشرذم والتخندق والخروقات الأمنية والأزمات السياسية والكوارث الاقتصادية، إضافة إلى أن البعض كما سمعت من المداخلات الأخرى يعرّف المستقبل المشرق للإعلام بإعطائه مزيدا من الحريات غير المنضبطة دون تحميله أي مسؤوليات مما سيجعله الجسر الذي ستعبر فوقه كل أجندات الخراب والدمار والتشطير والتجزئة القادمة للمنطقة، فنحن أمة لا تستفيد أبدا من أخطائها السابقة ولا تذكر دور الإعلام غير المسؤول فيها.

وقد قمت بجولة بعد انتهاء أعمال المؤتمر في البحرين وسعدت بما رأيت، فذلك الحراك الإعلامي هو انعكاس لنهضة شاملة كبرى تشهدها المملكة منذ ان تولى الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم قبل عقد من الزمن، فالأرض تتسع عبر عمليات ردم البحر، والمشاريع الإنمائية الضخمة والبنى الأساسية تسير بحركة سريعة منتظمة لم توقفها الأزمات العالمية كونها قد درست بعناية بالغة لم تترك شيئا للصدفة.

والجو العام في المملكة مريح ويمتاز بالهدوء والحكمة، فلا ضجيج ولا صراخ يوجع الرأس كما هو الحال لدينا، والأرقام الدولية التي ترصد مؤشرات الاستقرار السياسي والانفتاح الاقتصادي وقضايا الشفافية وغيرها تضع المملكة دائما في المقدمة حتى ان تقريرا دوليا لبنك «اتش اس بي سي» وضع البحرين في المركز «الأول» في العالم قبل كندا واستراليا واميركا كالدولة الأكثر حميمية للوافدين لأرضها، لذا فالمقال هو دعوة لمن لم يزر البحرين القريبة والمحبة لزيارتها للتمتع بهدوئها وبمشاريعها التنموية وأسواقها القديمة وإنجازاتها… وما أكثرها!

آخر محطة:

أقام الزميل أحمد الجارالله حفل غداء للوفود المشاركة في منتجع «البندر» الذي أقامه بالبحرين بعد ان نشف حبر قلمه وجفت صحفه وهو يدعو لإعطاء المستثمرين فرصة العمل بالكويت، وقد سرّت وانبهرت الوفود بما رأت، وهي دعوة أخرى لمن سيزور البحرين لأن «يبندر» في البندر ويستمتع بالماء والخضرة والوجوه الباسمة والخدمة المميزة للعاملين في المنتجع.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *