منذ ثلاث سنوات ونحن نسطّر المقال تلو المقال عن استحالة خصخصة «الكويتية» ومن ثم بيعها للقطاع الخاص، نشرت الزميلة «الراي» في عدد امس نص اللقاء التلفزيوني مع وزير المواصلات قال فيه: «ستصبح الكويتية شركة حكومية تدار من قبل الهيئة العامة للاستثمار ولن تباع للقطاع الخاص».
مرَّ على وزارة المواصلات خلال السنوات القليلة الماضية أقوى وأفضل وأرقى الوزراء أمثال الفاضل شريدة المعوشرجي، كما مرَّ عليها أسوأ وأكذب وأضعف الوزراء ـ والجميع يعرف من نعني ـ ومعرفتنا بالوزير الحالي تجعلنا متفائلين ومتأملين الخير فيما يعتزم القيام به من أعمال، خاصة انه قد ورث جبالا صماء من الأخطاء المتراكمة وكان الله في عون الوزير بوعبدالله.
سؤال النائب الفاضل علي الراشد عن صحة ابتعاث طلبة الطيران تحت إشراف «الكويتية» ثم عدم قبولهم فيها يأتي في محله فــ«الكويتية» بعد العودة عن مشروع التخصيص يجب ان يحدّث أسطولها وتتوسع أعمالها لخدمة مشروع كويت المركز المالي حالها حال السنغافورية والإماراتية والقطرية والاتحاد، ومن ثم فهناك حاجة للمزيد من الطيارين لا محاولة التخلص منهم لأسباب واهية.
مقارنة ما جرى في الناقلات بما جرى في الطائرات يصب بالكامل في صالح القائمين على الناقلات، فالتجاوز المالي فيها تم «قبل» الغزو، اما التجاوز في شراء الطائرات فقد تم «قبل» و«أثناء» و«بعد» الغزو كما ذكرت ذلك تفصيلا مجلة «الايكونومست» البريطانية الرصينة، كما ان تجاوز الناقلات قد مسَّ الشحم اي من فوائض الأموال والأرباح المحققة، اما تجاوز «الكويتية» فقد تم فيها بعد ان أكل السراق الشحم واللحم وكسروا العظم ومصّوا ما في داخله.
كذلك نجحت إدارة العمليات في الناقلات بإخراج «جميع» ناقلاتها المتواجدة في الكويت مع الدقائق الأولى للغزو ـ ومثلها عمليات طيران الجيش ـ اما عمليات الكويتية فقد سلمت «جميع» طائراتها للعدو الصدامي الذي استخدم الطائرات الـ 17 الكويتية لنقل جنوده وخدمة مجهوده الحربي وقد تسبب ذلك التسليم بالتبعية في شراء طائرات جديدة دون حاجة عام 1991 مما أدخل «الكويتية» في دين مدمر وغير مبرر بمليارات الدولارات.
كما قامت ادارة الناقلات بقبول عرض إمارة الشارقة واشتغلت من هناك بكامل طاقتها إبان الغزو فحققت الأرباح المجزية والكويت محتلة مما يدل على الكفاءة بينما رفضت إدارة الكويتية عرضا مماثلا من الشارقة التي لا تملك شركة طيران خاصة بها وفضلت العمل من القاهرة دون حقوق نقل مما نتج عنه خسائر مالية فادحة وتشغيل صوري عبارة عن رحلة واحدة لطائرة واحدة في الأسبوع مما يدل على انعدام كامل للكفاءة.
آخر محطة:
العزاء الحار لعائلة القناعات الكريمة وللصديق الدكتور محمود البدر على وفاة شقيقه عبدالفتاح، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.