ليس هناك افضل من التعرض لإعلامي أو سياسي أو رجل دين لإثارة البلبلة والفوضى في أي بلد، فالحرب الاهلية اللبنانية الاولى تمت على معطى مقتل الصحافي نسيب المتني والثانية على تداعيات قتل السياسي معروف سعد، كما اشتعلت الحرب العراقية ـ الايرانية بعد محاولة اغتيال طارق عزيز في جامعة المستنصرية وأطلقت شرارة الحرب الاهلية القائمة في العراق بعد استشهاد السيد محمد باقر الحكيم.
والاعتداء هذه الايام على اعلامي أو سياسي أو رجل دين في بلدنا أمر متوقع، فللفساد الكويتي انياب و«عجرات» تحميه وتدافع عنه، لذا تمدد وتوسع وغطت روائحه البر والبحر، ومع قبولنا بالتحول من مشروع الدولة الحديثة الى ولاءات القبيلة والطائفة والعائلة، علينا ألا نستغرب على الاطلاق ان تقرر عصبية ما ان مسؤولها الحكومي فوق النقد والمحاسبة، وان من يمسه بقول أو مقال يتم مسه بالدم.
كما ان تشجيع الحكومات المتعاقبة على تغييب القانون والاستماع لأصحاب الواسطات وتتابع نشر احكام التبرئة أو الاحكام المخففة في الصحف، جعل كثيرين يؤمنون بأننا نعيش في دولة «كل من إيدو الو» الهزلية ومن ثم التمادي في استخدام تلك اليد لأخذ ما يعتقدون انها حقوقهم، لذا كثرت عمليات الاعتداء على الاطباء والموظفين والمدرسين والاعلاميين وحتى الضباط ورجال الشرطة.
ويزيد الطين بلة تسابق السلطتين على التفريط في المال العام لإفساد ـ ولا نقول ارضاء ـ ابنائهم المواطنين بحيث يحصلون على الاموال دون عمل أو جهد، ولا نعلم أين ستتوقف تلك الافكار والمقترحات غير المسبوقة في تاريخ البشرية؟ وهل ستقوم الحكومة مستقبلا بإنشاء شركات للالكترونيات والمقاولات ووكالات السيارات ومكاتب الخدم.. إلخ، وتوزيع أسهمها على المواطنين مجانا كما حدث مع بنك وربة المتنازع عليه بين والدي الطفل الكويتي المدلل كما وصفتنا السفيرة العزيزة ديبورا جونز؟!
كل شيء قابل للحدوث في دولة الاحلام التي نعيشها هذه الايام.
وحسنا فعلت غرفة التجارة في كشفها وفضحها لأخطاء مشروع قانون العمل في القطاع الاهلي الذي سيضمن تساوي الموظف والعامل في ذلك القطاع المهم مع اخيه في القطاع العام، أي تشجيع عدم الانتاجية والتوسع في الاجازات المرضية حتى يتم تدمير القطاع الخاص بعد ان دمر المشرعون المدغدغون وغير المحترفين القطاع الحكومي، الكويت تعيش على سطح صفيح ساخن وما نراه هو مشروع انتحار امة لا إحيائها.
آخر محطة:
الحمد لله على سلامة الزميل زايد الزيد من الاعتداء الآثم، وما تشوف شر.