لو رأيت صاحبا لك توده يسير بسيارته على طريق ينتهي بهاوية فثناؤك على مساره او حتى سكوتك عنه سيضره، ولن ينفعه الا ان تخلص له النصح وتبين له كيف سينتهي به ذلك الدرب، وهذا حقيقة ما ينقصنا بشدة في الكويت حتى نتوقف عن التعثر المتكرر والسقوط في الحفر والافخاخ التي تنصب والشوك الذي ينثر. لا اوافق على تقصّد سمو رئيس مجلس الوزراء بالنقد غير الهادف ولا اوافق في الوقت ذاته من نصح سمو الرئيس برفع دعوى قضائية على الكاتب الشاب ناصر الشليمي، للاسباب التالية:
1 ـ المقال المعني نشر في 3/8، اي عز فترة الصيف لكاتب غير معروف ـ مع الاحترام لشخصه ـ لا يملك في رصيده الصحافي والاعلامي الا 5 مقالات فقط، وعليه فإن رفع الدعوى بعد عودة المصطافين والمسافرين هو الذي تسبب في اعلاء صيت ذلك المقال وتعريف الناس بمحتواه، لذا فإن كان هناك ضرر حقيقي من قراءته فالمتسبب فيه هو من نصح برفع الدعوى بنسبة 80% والكاتب 20%، وهي نسبة زيادة قراء المقال بعد الاعلان عن القضية في «جميع» الصحف ووكالات الانباء مقارنة بما كان قبله من نشره في صحيفة واحدة. 2 ـ المقال ينتقد اداء مملكة سوازيلاند الافريقية حاله حال من ينتقد اداء شركة اراد والده التعامل معها، هذا النقد لا يمس الوالد ومن ثم فمن له حق الشكوى والدعوى هم القائمون على تلك الشركة او المملكة بأكثر ممن قام بزيارتها،. 3 ـ سمو رئيس مجلس الوزراء شخصية تصدت للعمل العام ومن ثم فجزء من هذا القبول يعني تقبل نقد القرارات التي يصدرها والاتفاقيات التي يعقدها. 4 ـ لا ارى على الاطلاق كيف سيكسب ويربح صاحب الدعوى، فعامل الردع والزجر المفترض سيتحول الى عامل اغراء وتحفيز، حيث سيحلم كل كاتب مبتدئ ـ وحتى مخضرم ـ بأن يرفع سموه قضية عليه حتى يشتهر وتتم قراءة مقالاته في الداخل والخارج، وقديما قيل ان الصحافي او الاعلامي يعشق ان يرى اسمه مكتوبا ومنتشرا بين الناس حتى لو كان على.. شاهد قبره! 5 ـ لو تمت خسارة القضية، وهو امر متوقع، فسيصبح شكلها غير جيد بحق سموه كونها لا تظهر ايمانه المعروف بالحريات الاعلامية ولا تعكس ما اشتهر عن برغماتيته السياسية، اما اذا تم كسبها فلن تردع احدا خاصة من يقال انه المقصود الحقيقي من رفع تلك الدعوى، الدين النصيحة والود النصيحة، والنصيحة المثلى التي نقدمها لسموه هي بالاعلان السريع عن سحب تلك الدعوى. وفي هذا السياق، لا اتفق تماما مع الزميل الشاب ناصر الشليمي (المدعى عليه) في الجداول التي ينشرها لتقييم اداء النواب، حيث وضع درجة واحدة ثابتة لجميع الانشطة (10 درجات)، وهذا خطأ جسيم، فالمفروض ان يكون للحضور والتواجد 30 درجة على سبيل المثال، اما الاسئلة التي يكتبها عادة اما السكرتارية او حتى اي شخص لديه قضية او حقد على المسؤولين فتعطى 5 درجات، كما يجب تقييم تقديم المقترحات المفيدة للدولة والمواطنين بـ 25 درجة، اما المناكفة الدائمة للسلطة التنفيذية والتي تمنعها من العمل فلها 30 درجة بـ «السالب»، كما يجب ان تمنح النزاهة ونظافة اليد والبعد عن استخدام الكرسي الاخضر للاثراء غير المشروع 100 درجة كاملة لا تنقص درجة.
آخر محطة:
1 ـ ابتدأ شهر اكتوبر وانتظمت الدراسة في العالم اجمع، ولو استمعنا لمن هدد وتوعد من النواب والكتّاب لكنا الدولة «الوحيدة» في العالم التي ينام ابناؤها هذه الايام للظهر ثم يتمون يومهم بالتسكع في الشوارع والمقاهي والاسواق ودور السينما، هل من اعتذار نسمعه ممن هدد وتوعد؟! لا.
2 ـ لابد ان وكيـــلة وزارة التربيـــة تقوم بعمل رائع لـــخدمة ابنائنا واجـــيالنا المســـتقبلية بدلالة هجوم بعض النواب الذين لم نعرف عنهم قط الا تقصّد الاكفاء والامناء من العاملين بالدولة.
3 ـ ثروة الكويت الحقيقية هي في أبنائها الطلبة، لذا نرجو اختيار «الاكفأ» و«الافضل» و«الاذكى» لمنصب وكيل وزارة التعليم، فقد شبعنا حتى الثمالة من تعيينات المحاصصة والترضية والعلاقات الشخصية التي تدمر ولا تعمر، ولو عددناها لاحتجنا الى كتاب لا مقالة، من يحب الكويت يختر لها الافضل.