اشكالات الحكومة الكويتية لا علاقة لها بالضرورة بالأشخاص كون البعض منها اشكالات مؤسسية تحتاج الى حلول مؤسسية بالتبعية ومن ذلك فإن فترة اسبوعين لاختيار الوزراء وضرورة عرض برنامج عمل الحكومة مع أول دور انعقاد لمجلس الأمة هي اشكالات دستورية تحتاج بشكل قاطع لتعديل الدستور لإتاحة المزيد من الوقت لانجاز الأمرين بأفضل واحسن صورة.
هناك عدديا 49 نائبا يقابلهم 16 وزيرا وضمن الواقع السياسي الكويتي يقوم النواب الأفاضل بالهجوم المتواصل على الحكومة وتخطئة كل قرار تتخذه وتسويد صورتها أمام المواطنين الكويتيين وما ان تطلب صحيفة أو أحد معدي البرامج الحوارية نائبا للحديث والهجوم على الحكومة حتى يجد العشرات بدلا من الواحد بما في ذلك من دعمتهم الحكومة واشترت الأصوات بأغلى الأثمان لإنجاحهم!
ويفترض حسابيا على الأقل ان يقابل اللقاءات الإعلامية العدائية للنواب 3 لقاءات لوزراء الحكومة (نسبة النواب للوزراء 1:3) وذلك لتعديل الكفة وتوضيح الحقائق ومحاولة كسب الناخبين للصف الحكومي كما يحدث في «جميع» الديموقراطيات الأخرى ولا يحتاج المرء الا الى مشاهدة محطات تلفزة الدول المتقدمة او حتى مصر ولبنان والعراق وغيرها حتى يرى ان هناك دائما وأبدا وزراء ومسؤولين حكوميين يقارعون الحجة بالحجة والقول بالقول والرأي بالرأي.
في الكويت يتم توارث نهج فريد في الديموقراطية هو نهج «الحكومة الصامتة» أبدا فمع تكرار سماع الناس للرأي المعارض دون ايضاح من الحكومة اصبحت هناك قناعات متجذرة لدى المواطنين بأن كل ما تفعله الحكومة خطأ في خطأ وتجاوز في تجاوز، واذا كان المثل العامي يصف السكوت بأنه من ذهب فإن السكوت في علوم السياسة وضمن اصول اللعبة الديموقراطية الصحيحة هو من الغفلة ولا يدل على الحكمة أبدا.
ويعتقد البعض ان صمت الوزراء من رجال الأسرة الحاكمة يحرج الوزراء الآخرين فلا يتحدثون احتراما لهم والمنطق الصحيح يوجب العكس من ذلك تماما فصمت وزراء الأسرة هو امر مطلوب ومحمود كون كثير منهم مشاريع حكم مستقبلية ولا يفضل لهم ان يدخلوا في التنازع والجدل الكلامي الا ان هذا الأمر يستدعي ان يضاعف الوزراء والمستشارون الآخرون أحاديثهم ضمن مفهوم تضامنية الحكومة وواضح ان عدم الحديث يدل اما على عدم القدرة او الرغبة بحماية الذات وعدم التعرض للمشاكل مع النواب.
ومما زاد الطين بلة قيام بعض الأطراف الحكومية بالرد على المعارضة اما عبر الاقلام القذرة الشتامة التي لا يؤمن احد بما تقوله او عبر برامج استهزائية طفولية سخيفة تزيد من تعاطف الناس مع من يتم التهجم عليه مستحضرين أساليب ومناهج اعلامية عفى عليها الزمن وأثبتت ضررها الشديد على من يقف خلفها كحال اعلام غوبلز والصحاف واحمد سعيد وموسى صبري.. الخ، وكان الله في عون الحكومة وعوننا اذا لم تستطع ان ترد على ناقديها بالحكمة والحجة والمنطق.
آخر محطة:
نقترح على من يحاول الاساءة لعلاقاتنا المتميزة بالولايات المتحدة الصديقة عبر الهجوم المغرض على سفيرتها الباسمة المحبة للكويت الفاضلة ديبورا جونز ان يخبرنا في البدء أين كان ابان الغزو الصدامي الغاشم للكويت عندما كانت أميركا تضحي بزهرة شبابها لتحرير بلدنا ومرة أخرى لإسقاط عدونا صدام؟