لا يسمح لأي شخص بممارسة مهنة ما مهما صغرت وتدنى مستواها وقلّ ضررها، دون ان يحضر صاحبها ورقة تثبت حسن سيره وسلوكه كمتطلب أساسي للعمل، هذا الشرط المبدئي غير قائم في شارع الصحافة الذي فتح الباب على مصراعيه لأرباب السوابق ومحترفي مهنة (…) المخجلة والقديمة قدم التاريخ للكتابة والتهجم على الشرفاء والأمناء والأكفاء دون وجل أو خجل ثم يقوم البعض منهم بالتباهي بعد ذلك بأنهم يدخلون للمسؤولين في دور نومهم ليأخذوا منهم المشورة والنصيحة، شاهت تلك الوجوه وعابت تلك الأقلام.
وشعبنا الكويتي ذكي لا ينجرف خلف تخرصات الأقلام المأجورة حيث لاحظ الجميع ان من تهاجمه «كلاب الصيد القلمية» يرفع فوق الاكتاف ويوصله الناخبون والمواطنون لأعلى المراكز، وقد بلغ السخف مداه عندما بدأ بعض المرشحين يدفعون لتلك الأقلام القذرة كي تهاجمهم حتى يحوزوا تقدير واحترام الناس ويحصدوا النجاح في الانتخابات البلدية والبرلمانية.
وقد وصل القراء لمستوى عال من الوعي والادراك لم يعد ينطلي معه ادعاء بعض الأقلام «الكلبية» البطولة عبر التهجم على هذا المسؤول أو ذاك كون تلك التهجمات والبطولات الفارغة مدفوعة الثمن بالكامل، كما ان تسليط الضوء من قبلهم على هذا المشروع أو ذاك وفضحه لا يقصد منه بتاتا الصالح العام بل يقع تحت مظلة الاصطفاف بين القوى المتنافرة.
وقد امتد الفساد للنقابات وللعمل النقابي فبعد ان كان النقابي النزيه يحارب في رزقه ويعاني شظف العيش بسبب دفاعه عن حقوق العاملين في نقابته، اصبح العمل النقابي وسيلة للإثراء غير المشروع وللحصول على أعلى المراكز الإدارية في عمله، كما أصبح بعض النقابيين يتخذون المواقف من اضراب وغيره طبقا لمن يدفع أكثر وكوسيلة لمحاربة المسؤولين الأكفاء والشرفاء.
آخر محطة:
(1) يستوي في مجال القبض من يدعي الموالاة اللزجة ومن يدعي المعارضة الشرسة سواء بسواء.
(2) كتب الزميل عبدالكريم الغربللي في 19/5/1997 مقالا نشرته الزميلة «القبس» اسماه «تشرنوبل في مشرف» حذر فيه من خطورة إنشاء «محطة مجاري» في تلك المنطقة السكنية و.. عمك إصمخ..!
(3) يقول الشاعر المبدع د.غازي القصيبي في أشهر قصائده على الاطلاق: بيني وبينك الف واش ينعب فعلام اسهب في الغناء واطنب هذي المعارك لست احسن خوضها من ذا يحارب والغريم الثعلب تأبى الرجولة ان تدنس سيفها (قلمها) قد يغلب المقدام ساعة يغلب لا يستوي قلم يباع ويشترى ويراعة بدم المحاجر تكتب وصدقت يا أبويارا.