العمليات الإرهابية تدمر أمتنا العربية والإسلامية، فهناك إرهاب في اندونيسيا وإرهاب في العراق وإرهاب في اليمن ولبنان ومصر والكويت وغيرها، ولم يعد يسمع أي خبر مفرح او انجاز يأتي من منطقتنا عدا أخبار الحروب والتفجيرات ورؤية الأشلاء المتقطعة ومعها شم رائحة البارود، وجميع تلك الظواهر دلالات لا تخطئ على وجود الغول ذي الأنياب المسمى الإرهاب مستقرا وهانئا على أرضنا.
ونرجو ألا نستعجل كالعادة في إدانة من وردت أسماؤهم ضمن الخلية الإرهابية الاخيرة، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته خاصة انهم جميعا ينتمون لأسر مستقرة كريمة لم يعرف عنها قط الا الحكمة والتعقل والولاء التام للكويت.
عقب عمليات سبتمبر 2001 الإرهابية تبارى قطاع كبير من المفكرين والمنظّرين العرب في الادعاء بأن الفقر وغياب الديموقراطية هما سبب الإرهاب وقد تصدينا لهم آنذاك بالمقالات واللقاءات الإعلامية بالقول ان الإرهابيين الخليجيين والعرب هم في الأغلب ممن «يعاني» من رغد العيش لا ندرته واننا لم نلحظ تفشي الإرهـــــاب والعمليـات الإرهابية لدى الهنود والصينــــيين والأفـــــارقة رغم كثرة العدد والفقر المدقع الذي يعانيه قطاع كبير منهم.
والإرهاب هو المنتج النهائي للقبول بدعاوى الكراهية والفكر التحريضي تجاه الآخر سواء كان الآخر شريكا في الوطن او أخا في الدين او الإنسانية، ومازلنا نستحضر الترويج للفكر المتطرف المتمثل في الدعوة لرش «الانتراكس» القاتل على مئات الآلاف من الأبرياء مصاحبا بـ «اليباب» اي زغاريد الفرح، ويا له من فكر مريض لا يصدر إلا من «قادة» الفكر في أمتنا.. المريضة!
والإرهاب الذي يجب ألا نستغربه هو نتاج طبيعي للقبول بدعاوى محاربة الولاء الوطني وقمع ومحاربة المنظّرين والمفكرين الداعين لتقديم الولاء للكويت على ما عداها بل ومحاربتهم في أرزاقهم وكم اشتكى لي أمثال هؤلاء من معاناتهم في وقت يسعد فيه المحرضون والمخربون بسبب الدعم الملحوظ الذي يحظون به، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
آخر محطة:
تُظهر لائحة أسماء من قبض عليهم أنهم شباب ناجحون في العشرينيات من اعمارهم حصلوا على أعلى الشهادات العلمية من أرقى الجامعات، فمتى وكيف وصل الفكر الإرهابي والمتطرف لمثل هؤلاء ومن أصبح بعد ذلك خارج رداء الإرهاب؟! لست أدري.