سامي النصف

المشهد اللبناني

هناك أمور عدة تجعلنا نهتم هنا بالمشهد اللبناني ومنها التوأمة التاريخية بين البلدين ثم انحدار لعبتنا السياسية سريعا لما هو قريب مما هو قائم في لبنان الشقيق من تناحر سياسي لا ينتهي، مما شجع الآخرين على جعل الارض اللبنانية ساحة لقتال الفرقاء الاقليميين والدوليين.

يقال «ان النصيحة بجمل»، وقد نصحنا في مقال سابق الشيخ سعد الحريري بألا يتورط في مصيدة تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وان يبقى بعيدا كمرجعية لا تمس لقوى 14 آذار، وقد بدأت واضحة عملية عرقلة التشكيل مما جعله «يحرد» ويذهب لقضاء اجازته في الجنوب الفرنسي، وما نراه هو ان عمليات العرقلة وشحذ السكاكين ستزداد بعد بدء الحكومة لاعمالها بقصد حرقه والاساءة لسمعته وتنفير الحلفاء من حوله.

وللمشهد السياسي اللبناني طرائف عدة تتسبب بضحك هو اشبه بالبكاء، فقد احتُلت العاصمة بيروت من بعض القوى مما عرقل وعطل اعمال الاستثمار والسياحة التي هي نفط لبنان الوحيد، تحت دعاوى المطالبة بالثلث المعطل وبعد تلك الكارثة عادت القوى نفسها للقول انها لا تريد الثلث المعطل، ولم تسأل لماذا اذن كانت الازمة الخانقة السابقة التي كلفت لبنان مليارات الدولارات؟!

وتنازل الجنرال عون عن الثلث المعطل الا انه قام هذه المرة بتعطيل عملية تشكيل الحكومة بحجة ضرورة «النسبية» في التشكيل والتي تعني لمن لا يعرف الا يعترف المرشح الجمهوري المنهزم ماكين بحق الرئيس المنتصر اوباما في تشكيل حكومته الا بعد حصول ماكين على 48% من الوزراء واوباما على 52%، اي «بنسبة» الاصوات التي حصل عليها كل منهما (!) وبعد عملية التعطيل اعلن الجنرال عن تنازله المبارك عن النسبية، و.. عفارم جنراك هيك لعب سياسي على حساب لبنان ولا بلاش!

قوة رئيسية ثالثة تحتج هذه الايام وبقوة على عدم اعلان التشكيل الحكومي وتلوم الرئيس الحريري على تأخره في تشكيل الحكومة، ايام قليلة وتتبين «خطورة» بقاء البلد دون حكومة وتنسى تلك القوة انها كانت احدى القوى الفاعلة في تعطيل اعمال الحكومة السابقة لسنوات عدة عبر المقاطعة والاعتصام، بل وصلت لاغلاق باب البرلمان بالضبة والمفتاح في سابقة لا مثيل لها في الانظمة الديموقراطية وتحصل فقط في لبنان الامس ولربما كويت الغد اذا ما استمرت اوضاعنا في التدهور.

ومواقف الزعامات السياسية اللبنانية المتغيرة تغني عن الكهرباء المفقودة ويمكن لها ان تشغل كل مراوح لبنان بسبب سرعة تغيير اتجاه وقوة رياحها، ومن ذلك موقف زعيم الحزب الاشتراكي الاخير الذي سيجعل الاكثرية اقلية في مجلس الوزراء عند الحاجة لاتخاذ القرارات المصيرية والتي سيلتزم خلالها وزراء الرئاسة بالحياد وستنتهي معادلة وزراء 15 ـ 10 ـ 5 الى معادلة 13 معارضة ـ 12 موالاة و5 على الحياد، وما اذكى منظري ومفكري قوى المعارضة اللبنانية!

آخر محطة:
 
ارجو ان تبني الحكومة اللبنانية القادمة سجنا كبيرا 5 نجوم يخصص للسياح الخليجيين ممن يسمحون لاطفالهم بإشعال المفرقعات والالعاب النارية في المصايف آناء الليل واطراف النهار، وبودي من هؤلاء الخليجيين ان يجربوا تلك الافعال في الدول المتقدمة كسويسرا وغيرها ليروا كيف يتم التعامل معهم، وعيب استغلال كرم الضيافة اللبنانية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *