لأسباب غير مفهومة تعتبر الكويت اكثر بلدان العالم توترا و«نرفزة» وهو امر يشهده الزائر لبلدنا منذ الوهلة الأولى، حيث قل ان تجد هذا الكم من الغضب والضيق وشد الأعصاب لدى شعوب الدول الأخرى وهو ما جعل شعبنا ـ الله يحفظه ـ الأعلى عالميا في الإصابة بالأمراض التي تصاحب عادة مثل تلك التوترات كالسكري والقلب والضغط والقولون.. «والذي منه».
لذا كان جميلا تسمية الزميل يوسف خالد المرزوق لرئيس مجلس الأمة السيد جاسم الخرافي بـ «عاصمة التعقل»، فالدول لا تقاد ولا تعمر ولا تصلح ولا تنمو بالغضب المتواصل ورفع الصوت و«فش الخلق» بل تترعرع تحت مظلة الهدوء والحكمة والتعقل، كما لا تبنى العلاقات السليمة مع الدول الأخرى عبر استخدام الحدة والشدة وطلب الإذعان منها كونه سيولد أحقادا في النفوس ستنفجر يوما ما ونندم عندما لا ينفع الندم.
ومما ذكره الرئيس بوعبدالمحسن الحاجة لزيادة عدد النواب اللازمين لاستحقاق تفعيل أداة الاستجواب وهو أمر منطقي جدا، الا انه يحتاج الى تعديل دستوري عاجل جدا ودون حساسية وإلا فسنبقى في نفس الحلقة المفرغة، حيث يمكن لنائب واحد ان يتقدم بأي عدد يريده من الاستجوابات التي توقف حال البلد دون ان يكترث لرأي 49 نائبا آخرين يمثلون 98% من الأمة، وإن لم تحدث تلك التعديلات الجوهرية في عهد بوعبدالمحسن فإنها لن تحدث في عهد غيره.
ومن الأمور التي نود ان تسجل تاريخيا لعهد الرئيس جاسم الخرافي والتي سيشكره عليها كثيرا الشعب الكويتي القيام بحزمة إصلاحات طال انتظارها في السلطة الثانية كإنشاء لجنة للقيم تحاسب النواب المخطئين وعقد دورات إرشادية ملزمة للنواب الجدد لا يمارسون العمل دونها، حيث ان هناك «امية دستورية» لدى كثير من النواب ينتج عنها اشكالات وأزمات سياسية كثيرة، و«جهل بروتوكولي» تنتج عنه إحراجات متكررة عند زيارة الدول الاخرى، كما نود ان يفرض على النائب كوسيلة لتحسين ادائه الاستعانة بأصحاب التخصص بدلا من ترك تلك المناصب لقضايا الانتداب للتنفيع.
وفي هذا السياق، نرجو ألا تؤخذ بخفّية عملية التحول لنظام الدائرة الواحدة كما تعاملنا بخفّية وحكّمنا الكيدية والعاطفة في قضية التحول للدوائر الخمس، وان يتم الاستماع في لجنة الداخلية والدفاع للرأي و«الرأي الآخر» ولي عتب خاص على الزميل إبراهيم السعيدي كونه عقد ندوة في جريدة «القبس» للحديث عن خيار الدائرة الواحدة كان جميع ضيوفها من المؤيدين المعروفين لذلك الخيار.
آخر محطة: تقوم بعض المطاعم بعمل اكبر فطيرة في العالم بقصد الدخول لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، والقائد «الضرورة» صدام قرر أن يدخل تلك الموسوعة من أوسع أبوابها عبر تسجيل أكبر كمية من الكذب يمكن ان تقال في لقاء واحد، ومن ذلك قوله كما نشر بالأمس للمحققين «ان الكويت عراقية إلا ان بريطانيا سرقتها لأن بها نفطا..» فمعروف ان المعاهدة البريطانية ـ الكويتية عقدت في عام 1899 بينما اكتشف اول حقل نفط في الكويت عام 1937 وصدّرت اول شحنة نفط عام 1946م، وضمن اصرار صدام المدهش على دخول الموسوعة قوله انه لا يعلم بقيام ثورة عليه في الجنوب عام 1991! بأقوال كهذه سيدخل الموسوعة بجدارة وبمسافة كبيرة عن المنافسين الثاني والثالث.. غوبلز ومحمد سعيد الصحاف!