سامي النصف

غرام فانتقام.. غباء شديد فإعدام!

صدّقت محكمة جنوب القاهرة يوم الخميس الماضي على إعدام رجل الأعمال الشهير م.هشام طلعت مصطفى والقاتل الفذ الضابط محسن السكري وكنت قد وصفت تلك الجريمة الشنيعة بأنها «أغبى جريمة في القرن الـ 21» ثم ألحقتها بعد مشاهدتي للقاءات محامي الدفاع «الأوحد» فريد الديــب وتبريراتــه التافهة لكيفية وقوع الجريمة بمقال ذكرت فيه ان المحامي سيوصل قطعا موكله لحبل المشنقة واستغربت ان يقبل المتهم شديد الثراء دفاع محام واحد عنه بدلا من تشكيل فريق «حلم» من المحامين كحال الفريق الذي برأ أوجي سمبسون من قتل زوجته.

ولأن النصيحة كما يقال بجمل فقد قررت اسرة هشام طلعت مصطفى اخيرا وبعد صدور حكم الإعدام، اي بعد خراب البصرة، ضم 8 من كبار المحامين في مصر لتولي الدفاع عن المتهم بعد الفشل الذريع لفريد الديب ويرأس ذلك الفريق المحامي بهاء الدين ابوشقة الذي نشهد له بالذكاء الشديد والذي نصح اسرة مصطفى بالتصالح مع اسرة سوزان تميم لتخفيف الحكم او حتى الوصول لحكم البراءة.

وضمن مسلسل الغباء الشديد الذي يحيط بتلك القضية اعتراف والد القاتل اللواء منير السكري في لقاء مع «العربية» بأن ابنه تسلم بالفعل 2 مليون دولار من هشام مصطفى كثمن فرحة و«بشارة» له كونه اول من اخبره بنبأ مقتل سوزان تميم! ولقاء إعلامي كهذا يدين الابن ولا يبرئه فلا احد يدفع مثل هذا المبلغ لخبر كما ان انفراد محسن السكري بالمعلومة دليل آخر على انه الفاعل.

والحكم يعتبر تاجا على رأس القضاء المصري العادل الذي لا يجامل ولا يداهن في الحق رغم ان الضحية غير مصرية والجريمة لم تقع على ارض مصر، كما ان رجل الاعمال الشهير ليس قاتلا، بل محرض، ويحتل مراكز بارزة جدا في المجتمع كرجل سياسة واقتصاد، ولن أجرؤ على المقارنة بما كان سيحدث لو ان القضية تم تداولها في دهاليز عدالتنا المحلية في ظل وجود جمل لطيفة تضاف عادة للأحكام مثل «عدم كفاية الأدلة» و«وجود خطأ في إجراءات القبض» و«500 دينار غرامة لوقف التنفيذ».. إلخ.

وحضرت في الضفة الغربية انشطة «يوم العدالة» الفلسطيني الذي حضره المئات من رجال القضاء وحصلت على كتب ومطبوعات دورية تختص بنتائج التفتيش القضائي هناك وكيفية التعامل مع تأخر الفصل في القضايا التي يتم تبويبها ومتابعتها من قبل فرق التفتيش للتأكد من سرعة الفصل فيها، منعا للظلم الناجز الناتج عن العدالة البطيئة، وتذكرت على الفور حال محاكمنا واشكالية «الداخل المفقود والخارج المولود».

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *