انتهت الانتخابات اللبنانية بفوز فريقي 8 و14 آذار معا فلم يكن لحزب الله، كما ذكرنا في مقال سابق، مصلحة حقيقية في اكتساح الانتخابات وتشكيل حكومة تكون في مواجهة العالم مما سيضر به على المدى الطويل، والأفضل بالنسبة له انتصار جزئي لقوى 14 آذار مادام وفر له الاعتراف به كمقاومة وبشرعية حمله للسلاح كما حدث، مفكرو حزب الله أذكياء واستراتيجيون من الدرجة الأولى.
فاز الساحر نبيه بري ـ الذي يعتبره البعض رجل الكويت في لبنان بسبب صلاته الوثيقة بعائلة آل الخرافي الكرام ـ بولاية رئاسية خامسة رغم انه لا ينتمي للأكثرية النيابية ورغم انه لم يتعهد بعدم اغلاق البرلمان كما حدث في الماضي القريب، ومع إعلان الفوز المتوقع للرئيس بري لعدم وجود منافس ولاتفاق القوى عليه انطلق الرصاص ابتهاجا مما نتج عنه سقوط بعض الجرحى وهي عادة لبنانية متأصلة نرجو الا نقلدها في الكويت.
وانطلق الرصاص مرة أخرى عند حصول الشيخ سعد الحريري على ثقة مجلس النواب رغم عدم وجود منافس له، ومرة أخرى يسقط الرصاص على الناس الآمنين رغم تنبيه نبيه بري وسعد الحريري اتباعهما بعدم الاحتفال بهذه الطريقة المؤذية والمروعة الا ان فورة دم الشباب تجعلهم لا يستمعون للنصح.
ونحن ممن يرون ان تولي الشيخ سعد الحريري مقاليد الوزارة في هذا الزمن العصيب ودون ضمانات تعاون من الكتل المختلفة هو خطأ استراتيجي كبير ومطب وقع فيه، وكان أفضل له ان يقوم بما يقوم به السيد حسن نصرالله في المعارضة أي بقاءه مرجعا للقوى السياسية المتحالفة معه دون ان يحتل موقعا سياسيا يجعله عرضة للهجوم الدائم والابتزاز السياسي انتظارا لظروف سياسية أفضل في المستقبل.
وقد طالب في الماضي أعدى أعداء قوى 14 آذار أمثال النائبين سليمان فرنجية وميشيل عون بتولي سعد الحريري مقاليد رئاسة الوزراء بدلا من الرئيس المخضرم فؤاد السنيورة مما يدل على ان هناك نوايا مبيتة نحو سعد تروم قتله سياسيا والإساءة لسمعته عند المواطنين والناخبين اللبنانيين.
آخر محطة:
(1) من قراءة سريعة لأرقام نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة نجد تباينا ضخما بين أعداد الناخبين في الدوائر الانتخابية ومن ثم الأعداد الدنيا اللازمة للفوز، فمثلا فازت السيدة ستريدا جعجع بدائرة بشري بـ 13 ألف صوت بينما احتاج النائب علي المقداد في دائرة الهرمل لـ 109 آلاف صوت للنجاح، وضمت بعض الدوائر 50 ألف ناخب ودوائر أخرى 260 ألف ناخب دون اشكال.
(2) استضافنا الصديق غسان بن جدو في برنامجه الشائق «لقاء مفتوح» على قناة الجزيرة وقد كان التصوير في حديقة احد المطاعم المعروفة الواقعة في الضاحية الجنوبية من بيروت وقد ارعب مكان المطعم وملكيته الضيوف الناقدين لمسار الرئيس احمدي نجاد فاعتذروا عن الحضور ويا.. حيف على الرجال!