كان الوفد الصحافي الكويتي يتناول الغداء يوم السبت الماضي عندما قررنا وجوب زيارة المسجد الأقصى بعد أن طال انتظار وصول الإذن من سلطات الاحتلال خاصة بعد أن اتصل البعض منا بالمراجع الدينية في الكويت التي أفتت بوجوب زيارة أولى القبلتين وثالث الحرمين.
رتب لنا مضيفونا من رجال السلطة الفلسطينية – ممن أخجلونا بحسن وفادتهم وكرم ضيافتهم – سيارات من القدس يقودها رجال من المرابطين والصامدين في بيت المقدس وقد مررنا على نقاط تفتيش إسرائيلية لم تمانع في دخولنا وبعد أن أوقفنا السيارات أخذنا في المشي عبر الحواري القديمة باتجاه المسجد الأقصى.
انتهى السير في الحواري ليتجلى أمامنا مسجد قبة الصخرة وخلفه المسجد الأقصى المسقوف ومبنى المصلى المرواني والمتحف الإسلامي وكان شعورنا عند رؤيته قريبا من شعور من يشاهد الحرم المكي للمرة الأولى، وقد دخلنا من باب الغوانمة علما بأن للمسجد إحدى عشرة بوابة تبدأ ببوابة المغاربة وتنتهي بـ باب الرحمة والتوبة.
دخلنا وصلينا في مسجد قبة الصخرة المشرفة الذي يعتبر آية في الجمال العمراني الإسلامي الذي بناه الخليفة عبدالملك بن مروان عام 66 هجرية ورصد لبنائه خراج مصر كاملا لسبع سنوات والمقدر آنذاك بـ 2.5 مليون دينار والذي فرض نفسه كأحد أهم معالم القدس، وضمن مسجد الصخرة المشرفة كهف صغير وفوقه فتحة يقول مرافقنا إن الرسول ژ مر منها في طريقه للسماء.
اتجهنا بعد ذلك للمسجدين الأقصى المسقوف والأقصى القديم الذي يقع تحت الرواق الأوسط للمسجد المسقوف ثم المصلى المرواني الذي تبلغ مساحته 3750 مترا مربعا، والمسجد الأقصى المسقوف تحفة معمارية كذلك وهو عبارة عن مسجد ذي رواق يبلغ طوله 80 مترا وعرضه 55 مترا (مساحته الإجمالية 4400 متر2) وقد بني المسجد في العهد الأموي وجدد في عهد الفاطميين و الأيوبيين والعثمانيين والهاشميين.
آخر محطة:
1 – دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخطاب الذي ألقاه يوم الأحد الماضي لقيام مشروع «السلام الاقتصادي» الذي يسبق السلام السياسي والواجب يفرض عليه تحقيقا لذلك المشروع أن يتم فتح المعابر وتسهيل عمليات وصول الزائرين والمستثمرين والسائحين الخليجيين والعرب والمسلمين للقدس ولأراضي الضفة والقطاع.
2 – أرسل مرافقونا المقدسيون عبرنا رسالة دعوا من خلالها الخليجيين لزيارة القدس وقالوا إن في ذلك ما يفرحهم ويشد من أزرهم ويدعم اقتصادهم.