توجهنا ضمن وفد جمعية الصحافيين الكويتية من عمّان إلى جسر الملك حسين لنبدأ بعدها مرحلة العبور إلى الأراضي الفلسطينية مرورا بنقطة الأمن الإسرائيلية التي اتسم التعامل فيها بالاحترام والبطء رغم اننا نحمل صفة V.I.P بسبب الجهد الطيب لرئيس الوفد الزميل عدنان الراشد وسفيرنا النشط في الأردن الشيخ فيصل المالك الصباح وقبل ذلك توصيات الرئيس محمود عباس الذي لم يتوقف عن متابعة تحركات الوفد رغم وفرة مشاغله.
استقبلنا محافظ أريحا التي تعتبر أكثر أراضي العالم انخفاضا وقد أخجلنا بأريحيته وتواضعه الجم وتقديره لدور الكويت قيادة وشعبا في دعم القضية الفلسطينية، ومما قاله معاليه ان عزوف السائحين والزائرين والمستثمرين العرب عن زيارة الأراضي الفلسطينية يعتبر خذلانا للقضية وتشجيعا لعمليات الاستيطان ومحو الهوية العربية وطلب منا كإعلاميين إيضاح هذه الحقيقة للرأي العام العربي وهو أمر استمعنا لمثله من قبل جميع القيادات الفلسطينية الأخرى التي التقيناها أثناء الزيارة.
وكانت ملاحظتي ان أحد أسباب عدم قدوم السائحين والمستثمرين الخليجيين والعرب الاعتقاد الراسخ بأن الضفة الغربية هي أراض مدمرة تسيطر عليها القوى المسلحة والميليشيات والحروب الدائمة حالها كحال الصومال وأفغانستان وغيرهما، بينما يظهر واقعها الذي رأيناه الجهد البارز لرجال السلطة في تعزيز البنى الأساسية وبناء الطرق السريعة وإقرار الأمن حتى ان المدن الرئيسية في الضفة تقارن بأرقى المصايف العربية ولا تبقى إلا الحاجة لفتح سفارات عربية في رام الله بعد ان فتحت أغلب الدول الرئيسية في العالم سفارات فيها تمهيدا لقدوم العرب من سائحين ومستثمرين.
وقد صلينا الجمعة في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل ثم صحبنا الشيخ تيسير التميمي ود.سمير أبوزنيد نائب محافظ الخليل في جولة بالمسجد التاريخي والأزقة الضيقة حوله ثم حدث تصادم بينه وبين بعض المستوطنين حيث تنفرد الخليل بوجود مستوطنات في قلب المدينة لا خارجها كما زرنا بعض المشاريع الخيرية التي أقامها الكويتيون هناك.
انتقلنا بعد ذلك لمدينة بيت لحم السياحية التي تعني «بيت القمح» وزرنا كنيسة المهد التي تعتبر أقدم كنيسة في العالم ويوجد تحتها الكهف الذي ولدت به السيدة مريم العذراء، كما عرجنا بعد ذلك على القدس الشرقية التي تحيط بها المستوطنات من كل جانب وتناولنا العشاء على مائدة السيد ياسر عبد ربه، على أن نلتقي خلال اليوم والغد مع رئيس الدولة ودولة رئيس مجلس الوزراء كي يتاح لنا شكرهما على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.
آخر محطة:
1 – لقد قرأت آلاف الكتب والدراسات عن القضية الفلسطينية إلا انها لا تساوي شيئا أمام المشاهدة الحقيقية لما يجري على الأرض لذا نوصي بألا يهجر العرب والمسلمون أرض أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين.
2 – كنت لا أؤمن بالخط الثوري الزائف ومنهاجية التأجيل والتسويف والقول الشائع بأنه إذا لم تحل القضية بهذا الجيل فلنرحلها إلى الأجيال القادمة، وبعد زيارتنا الحالية للضفة ورؤيتي للمستوطنات ازددت اقتناعا بما أؤمن به، حيث ان التأجيل والدغدغة لن يبقيا بعد سنوات قليلة قضية كي يتم حلها.
3 – يكفي الثوريات العربية عارا وشنارا انها من تسبب في إشعال وهزيمة حرب حزيران 67 التي سلمت الأرض لمن يبني المستوطنات فيها.
4 – وصلنا القدس وصلينا فيها وهذا موضوع قادم..