بعد النتائج المبهرة للانتخابات الكويتية التي اظهرت التوجه الشعبي العام نحو الاعتدال والتنمية والوطنية والبعد عن التشدد واصحاب التوجهات الخارجية بجميع مشاربهم، اظهرت نتائج الانتخابات اللبنانية وجود توجه عقلاني مماثل لدى الشعب اللبناني الشقيق يتناغم ايجابا مع خطاب الرئيس اوباما الاخير.
فالفوز المظفر لقوى 14 آذار يعني الفوز لمشروع الدولة على مشروع الحزب، ولصوت التعقل والتنمية والاعتدال على صوت التأزم والدغدغة والحرب، ولمنهاجية الانتماء للبنان الوطن الحر الديموقراطي النهائي على مشروع لبنان الولاية و«الساتلايت» التابع لبعض القوى الاقليمية التي تعشق حتى الثمالة استغلال اراضي الغير لحروب الوكالة التي تدمر وتشطر الامة.
لقد شعر المواطن اللبناني بان انتصار خطاب المعارضة الذي تمثله قوى 8 آذار يمهد لتفجير شامل للبنان عبر وضعه في مواجهة مع المجتمع الدولي ومحيطه العربي ومن ثم تعريضه للحصار على معطى استحقاقات المحكمة الدولية التي ترفض قوى المعارضة التعامل الايجابي معها، كما سيمهد ذلك الوصول لحرب جديدة مع اسرائيل تدمر ما تم تعميره.
وأعتقد ان لخطابي السيد حسن نصرالله المنحاز وبشدة لايران مما ارعب حتى بعض حلفائه من أتباع الجنرال، وخطاب «اب ثورة الارز» البطريرك صفير الذي صب لمصلحة قوى 14 آذار، وانتقاد الجنرال عون لرئاسة الجمهورية، اثرا فاعلا في النتائج التي تحققت.
ونتمنى ان تمتد اشعاعات الحضارة والتنمية والاعتدال التي اظهرتها نتائج الانتخابات الكويتية واللبنانية الى الجارة الشقيقة ايران، فقد كفى شعبها الصابر ما ذاقه طوال عقود عديدة على ايدي قوى التطرف والتأزم والاحتراب، وحان وقت مصالحته مع جيرانه في المنطقة ومع القوى الدولية الجديدة ليتفرغ لتنمية ذاته واسعاد ابنائه.
آخر محطة:
(1) كانت جميلة للغاية ردود الفعل الاولية من السيد فؤاد السنيورة والشيخ سعد الحريري حيث مدا ايديهما للمعارضة وطلبا من اتباعهما عدم الاحتفال وازالة الصور والتفرغ للعمل، ولنا ان نتصور ما كان سيحدث لو انتصرت المعارضة وما كان سيقوله قادتها.
2 – من الاعراف والممارسات الديموقراطية الجميلة تهنئة الفريق الخاسر للفريق المنتصر وهو ما لم يحدث، بل كان التصريح الاول للنائب حسن فضل الله تضمن طلب الثلث المعطل «من تاني» الذي اسقطته نتائج الانتخابات، والذي كان سبب التأزيم في السنوات الاربع الاخيرة.
3 – الشكر الجزيل للاخ الفاضل نجيب العمر مشرف مركز خدمة المواطن في «الحكومة مول» على الاداء المتميز واكثر الله من امثاله.