سامي النصف

بلد لكل مواطن لجنة!

لنبدأ بالمظهر قبل المخبر والرغبة في أن يتم توحيد لباس الوزراء ضمن صورهم الرسمية «الأولى» بحيث يرتدي الجميع البشت الأسود والدشداشة البيضاء بدلا من الألوان التي ظهرت في الصحف، ويجب أن يمتد ذلك «الدرس كود» لمن يلبس البدل من الوزراء الرجال والنساء، ويمكن أن يمتد نفس اللباس الأسود والأبيض للعضوات الفاضلات إبان حضورهن جلسات مجلس الأمة الرسمية بدلا من تنوع الألوان والأزياء، ويا فرحة العضوات أمس بالجلسة الأولى، حيث تنقلن كالفراشات من مكان إلى مكان ويا فرحتنا بهن.

لنختر بشكل عشوائي أي روضة أطفال في الكويت ولنطلب منهم أن يشكلوا مجلس أمة مصغرا من الأطفال ثم لنطلب منهم أن يمارسوا عملهم وأتحدى أن نجد لديهم كما أكبر من عدم الانضباطية والفوضى والصراخ والكلام الجماعي والحديث دون إذن كالذي رأيناه في جلسة الافتتاح، وعاشت ديموقراطيتنا الكويتية حرة أبية!

«العربية نت» هو أحد أكبر مواقع الإنترنت في العالم العربي وقد نشر الموقع خبر انسحاب بعض النواب من جلسة الافتتاح ولحق نشر ذلك الخبر ما يقارب مائة تعليق أتت من مشارق الوطن العربي ومغاربه كانت جميعها ناقدة وبشدة لتلك الممارسة التأزيمية غير المبررة، وقد امتد النقد للديموقراطية الكويتية بوجه عام، والتي قيل إنها تصرف الكويتيين والخليجيين والعرب عن قضاياهم الأساسية، وكانت عناوين بعض التعليقات كالآتي: «اشفيكم صدعتم راسنا»، «بلاش ديموقراطية إذا هذي هي الديموقراطية»، «هل هذا مجلس أمة أم لعب عيال؟»، «الكويتيون لا يعرفون معنى الديموقراطية»، «ديموقراطية مضحكة»، «وا مهزلتاه والله صارت مسخرة»، «هذا ما جناه أهل الكويت على أنفسهم»، «لن تنفع الديموقراطية في الكويت»، «الكويتيين مش بتوع سياسية»، «ديموقراطية بالمقلوب»، «اقلقتونا يا الكويتيين»، والعشرات من التعليقات الأخرى المماثلة.. وصرنا «طماشة» للخلق.

في ظل واقع يظهر أن اللجان الدائمة تعاني من قلة الحضور بشكل عام وحقيقة أننا على أبواب عطلة صيفية يتلوها شهر رمضان المبارك تم بدء دور الانعقاد القادم، حيث يعاد انتخاب اللجان، إلا أن بعض الأعضاء تسابقوا ـ أمام الكاميرات وبقصد الدغدغة ـ على إنشاء لجان لن يحضر أحد جلساتها ولن تحل شيئا، خاصة انه قد أحجم من طالب بإنشائها حتى عن الترشح لعضويتها و.. هزلت!

مع موجة تشكيل اللجان أقترح شخصيا أن يتم تشكيل اللجان التالية: «لجنة القروض» لإسقاط أي قرض قد يتعرض له ـ لا سمح الله ـ مواطن كويتي من الداخل أو الخارج، «لجنة توزيع الثروة» لتوزيع مداخيل النفط أولا بأول على المواطنين و«بلا تنمية بلا بطيخ»، «لجنة المذنبين الأبرياء» التي ستختص بإطلاق سراح أي سجين كويتي حتى لو قتل عشرة بـ «الكلاش» في فرح و«يستاهل الكويتي»، «لجنة لكل مواطن دكتوراه» التي ستتكفل بإنجاح الكويتيين من الروضة حتى حصول الجميع على الدكتوراه «بالهنا والشفا»، وأخيرا «لجنة من يربح المليون» المختصة برفع رصيد من يرغب من النواب الأفاضل لخانة السبعة أصفار دون الحاجة للعرقلة والتأزيم، والله من وراء القصد.

آخر محطة:
نتمنى من النائب الفاضل فيصل الدويسان وهو رجل موسوعي شديد الثقافة أن يدعم عمليات التنوير في الكويت عبر الاهتمام بالجمعيات المختصة بالثقافة والفنون والآداب.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *