بعد ان شوّه التعصب صورة الولايات المتحدة في العالم أتى انتخاب الرئيس باراك اوباما ليظهر الوجه الحسن لاميركا، الكويت كذلك تعرضت لحملة تشويه صورة من قبل فئة ضالة من ابنائها، شارك البعض منهم في اعمال التخريب والارهاب والارعاب في العالم، كما تصدرت الصحف اقاويل وتشريعات وقرارات عززت تلك الصورة النمطية القميئة، لذا جاء انتخاب النائبات الاربع ليحسن صورة الكويت امام العالم.
لقد ساهمت الصحف والكتاب الصحافيون بمختلف مشاربهم ـ عدا قلة منهم – وجماعات المجتمع المدني كمجموعة «متطوعون لاجل الكويت» وناشطتها د.ليلى الكندري في دفع الرأي العام عامة وتجمعات الشباب والشابات خاصة لانتخاب النساء عبر استخدام المواقع الالكترونية والفيس بوك وارسال الرسائل الشخصية وهو امر شبيه بما قام به الشباب الاميركي الداعم لاوباما، لذا يمكن القول وبثقة ان نجاح الرئيس هناك قد ساهم في نجاح النساء هنا.
وبالطبع تداخلت عوامل اخرى لانجاح النائبات الاربع منها ان القواعد الانتخابية الداعمة للتوجه الحكومي قد صبت في هذا الاتجاه بعد ان انقلب حلفاء الحكومة التقليديون من التيار الحدسي عليها، كما ان الحملة غير الاخلاقية التي شنت على المرشحة د.اسيل العوضي اتت بالعكس تماما من المقصود منها فقد نجحت المرشحة بامتياز وسقط بامتياز من روج الاشاعات ضدها وضد النائب صالح الملا.
كما ساهمت تحالفات اللحظة الاخيرة في ذلك النجاح الباهر في الدوائر الثلاث الاولى، والواجب التذكير بأن ذلك الوصول هو «وسيلة» لا غاية بذاتها حيث يجب ان تعمل النائبات الفاضلات لتغيير وجه الكويت القاتم الى وجه حضاري جميل يعيد للكويت سمعتها العطرة كمركز اشعاع حضاري والتي اكتسبتها ابان حقبة الستينيات والسبعينيات قبل ان تسدل عليها ستائر العزلة والتخلف.
ان المطلوب تحديدا من المعتدلين والتنويريين بالمجلس من نساء ورجال هو اعادة الاهتمام بالفنون المختلفة وانشاء المسارح ودور العرض والمكتبات وتخفيف الرقابة على الكتب ودعم الحريات الشخصية واعادة الدور المهم لجمعيات نفع عام ابعدت واهملت بقصد وتعمد لعقود طوال كحال رابطة الادباء والاجتماعيين وجمعيات ومعاهد الفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية وجمعية الفنانين الكويتيين، حيث انها تعمل جميعا للارتقاء بالحس والذوق الكويتي لإبعاده عن التعصب والتطرف بجميع اشكاله وألوانه.
آخر محطة:
1 – التحرك الشعبي الواضح نحو الوسط والبعد عن التشدد يحتاج الى ان يترجم الى تشريعات تنويرية وتغيير في المناهج الدراسية واظهار ان احدا من الليبراليين «الحقيقيين» لا يطالب بإباحة المحرمات او الدعوة الى التهتك والابتذال بل عدم اساءة الظن بالناس او الوصاية عليهم كونهم خلقوا جميعا احرارا لا مخلوقات لا عقول لها تقاد بالعصيّ والزجر والخيزران.
2 – نرجو الغاء التشريع الذي يمنع تجنيس المستحق بناء على ديانته كونه يتعارض تماما مع الدستور الكويتي الذي يمنع التفريق بين الناس تبعا لديانتهم «المادة 29».