سامي النصف

قراءة أخرى في نتائج الانتخابات

ضمن انتخابات حرة تقوم في الأغلب على الترشح الفردي وفي غياب تام لعملية التنمية السياسية، لابد ان نتوقع فوز كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الموجود في البلد، اي فوز المتفائلين ومعهم المتشائمون، والحكماء ومعهم من هم أقل حكمة.

نتائج الانتخابات الحالية هي أقرب لكأس امتلأت بالماء عدا جزء صغير منها لذا فمن يرد مشاهدة الجانب المليء فسيجده، ومن يرد رؤية الجانب الفارغ فسيجده كذلك، وأنا شخصيا متفائل وأرى الجزء المليء بوضوح حيث ان كتلة الهدوء والحكمة والتنمية يفوق عددها في المجلس الحالي 40 نائبا ونائبة ـ قابلين للزيادة ـ وإذا ما اضيف لها عدد الوزراء فسنصل الى رقم مؤهل لتحريك عجلة التنمية سريعا الى الأمام.

ذكرنا في مقال سابق ان الأحصنة السوداء في هذه الانتخابات هي النساء في الدوائر الثلاث الأولى والأقليات في الدائرتين الأخريين، واذا كان كثيرون قد تكلموا عن تأثير فوز النساء في الدوائر الثلاث فالواجب ان يسلط الضوء كذلك على ما جرى في الدائرتين الباقيتين.

ففي الدائرة الخامسة حقق تجمع الأقليات فوزا كبيرا عبر وصول 3 من 4 (العتيبي، الهاجري، الدوسري) وسقط الرابع (المطيري) بفارق 300 صوت فقط وكان سبب الفوز هو الحضور الكبير للأقليات والالتزام الشديد بالتصويت للقائمة، وقد تكون تلك النتيجة سببا وجيها للتوقف عن ممارسة التشاوريات بحيث يلتزم الجميع بالقانون والدستور الذي يمنع التمييز بين الناس بسبب الجنس او الاصل (المادة 29) وينزل تبعا لذلك من المترشحين من يشاء في انتخابات عامة ولن يقصر الفائز ايا كان في خدمة منطقته ومواطنيه من كافة الأعراق والطوائف، وستبقى القبائل الكبيرة والصغيرة ممثلة في المجلس بفرعيات أو دونها.

الدائرة الرابعة أثبتت كذلك ان عدم دخول الفرعيات لا يعني السقوط (البراك، أبورمية) في وقت لم يوفق فيه احد من المنضوين تحت الفرعيات (موسى)، كما ان تشكيل القوائم قد يضر أكثر مما ينفع كونك ستحصد فقط اصوات قبيلتك (سقوط مرشحي قائمة عنزة الأربعة) ونجاح عسكر العنزي بأصوات القبيلة و«الآخرين»، كما ظهر في الدائرة عدم التزام بعض القوائم بنصرة المنضوين تحتها (حسين السعيدي 7 آلاف صوت مقابل 2000 صوت لسعد العازمي من نفس القائمة)، ومرة اخرى يثبت ان محاولة كسب «جميع» الناخبين بدلا من بعضهم هو الطريق الأمثل للنجاح ولمنع ان تصبح انتخاباتنا وسيلة لتفريقنا بدلا من توحيدنا.

آخر محطة:
لبى الناس النداء واختاروا الحكماء في الأغلب ولم يخذلوا دعوة حسن الاختيار، لذا فما نحتاجه للعشرة أشهر او حتى السنوات القادمة هو فترة هدوء تام وإطفاء للأضواء على اللعبة السياسية الكويتية كي يرتاح الناس ويرتاح رجال ونساء السلطتين معا فيتفرغوا للعمل والإنتاج بدلا من الخلاف والنزاع الدائم الذي يعصف بحاضرنا ويدمر مستقبلنا.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *