يا أهل الكويت من حاضرة وبادية، سُنة وشيعة، لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، وتهادى عشاق الكراسي الخضراء في دغدغتهم لمشاعركم وتحريضكم على بلدكم وتخريبهم لأسس السلام الاجتماعي فيه وهدمهم لمبادئ الوحدة الوطنية وادعائهم البطولات الفارغة والجعجعات الكلامية الدالة على السفه والحمق وقلة العقل ومعها التعدي على الآخرين دون سبب أو داع.
فهل لنا أن نعرف الفائدة المرتجاة والمكسب المتوخى من محاولة كسر هيبة السلطة التي ما كسرت في البلاد الأخرى إلا وعمت الفوضى وانتشر القتل والنحر والتفجير والتدمير بين أبناء الوطن الواحد؟! وهل من مصلحة ترتجى من تحريض أبناء القبائل الكرام على النظام أو على إخوتهم من أهل الحاضرة أو بالمثل تحريض الحاضرة على البادية والسُنة على الشيعة والشيعة على السُنة كما نرى ونسمع في عمليات التسخين للحملات الانتخابية التي لم تبدأ بعد، وقانا الله شرور الفتن المصاحبة لها.
إننا لانزال مجتمعات رخوة طرية فهل ننتظر حتى يشعل البعض النيران في أوطاننا فنصبح كحال لبنان الأمس وعراق اليوم وصومال الغد وما بعد الغد، أم علينا بالمقابل أن نبدأ جميعا، وبعيدا عن المجاملة القاتلة، برفض ولفظ من يريد تحويل بلدنا إلى ساحة قتال بائسة خدمة لمصالحه الخاصة وطمعا في الوصول للكراسي الخضراء لتكوين الثروات الخاصة كحال من سبقه؟!
إن على المسؤولين في البلد أن يصبحوا القدوة الحسنة للمواطنين في كيفية التعامل مع الشتامين والمتأزمين والمتعدين على الآخرين عبر ردعهم وزجرهم بآليات القانون من حجز وزجر ورفع القضايا عليهم، لا استقبالهم بالابتسامات والأحضان وقبول وساطاتهم التي لا تقبل من الآخرين، وفي هذا السياق لا نعلم كيف يستسيغ البعض القول إن زيدا قد أخطأ ثم التعجب بعد ذلك من حجزه أو إحالته للتحقيق، حاله في هذا المنطق العقيم والسقيم حال من يقول إننا نعلم أن عمراً قد قتل أو ارتكب جريمة، إلا أننا نتساءل عن سبب محاكمته؟! بئس المنطق.
آخر محطة: من يدعي أن قلبه قد هلع أو حنّ على مواطن أراد إشعال النار في البلد فليهلع قلبه قبل ذلك على وطن كريم متسامح يضمنا جميعا وسنفقده مرة أخرى ما لم نقدم مصالحه العامة على مصالحنا الخاصة.