كم من جرائم ترتكب بحق المواطن والمواطنين من قبل الزاعقين والصارخين والمدغدغين للوصول للكراسي الخضراء لتكوين الثروات الضخمة غير المشروعة كما جرى لبعض من سبقهم من النواب حتى وصل الأمر للتهديد بالجموع لإعلان العصيان ومقاومة رجال الأمن وقابل ذلك تهديد مضاد بإنزال مجاميع أخرى حتى بتنا وكأننا على شفا حرب أهلية والعياذ بالله علما بأن أول قسم يقسمه المرشح حال فوزه هو «بالحفاظ على قوانين الدولة» لا التحريض عليها.
لا تقاد الدول والمجتمعات بالحكمة والإقناع فقط بل تساس الناس بهيبة السلطة، كذلك فعندما خالف الداعية الديني ديڤيد كورش القوانين في ولاية تكساس الأميركية دخلت عليه القوات الخاصة الأميركية وقُتل خلال المداهمة 54 من الرجال والنساء و22 من الأطفال، كما تم حرق لبنان في أبريل 1975 لتستمر حربها الأهلية 15 عاما، عندما تم تحييد الجيش وقوى الأمن وتم رفض نزولهم للمناطق المتوترة بهذه الحجة أو تلك واحترق لبنان الأخضر وقتل مئات الألوف نتيجة ذلك.
لكسر هيبة الدولة في بلدنا وتطاول الجميع عليها أسباب عدة منها:
خروج الخلاف بين أفراد الأسرة الحاكمة للعلن وإدخالهم للآخرين في نزاعاتهم بدلا من اللجوء لكبارهم بسرية مطلقة وضمن الغرف المغلقة، مما أثر على هيبتهم وهيبة السلطة في البلد. عدم عمل الحكومات المتعاقبة على كسب ود الشارع الكويتي ومن ثم تركه لمن يدغدغ مشاعره ويحرضه على السلطة والنظام وهو ما أصبح تقليدا انتخابيا متوارثا يمارس بأجلّ صورة في المخيمات الانتخابية توازيا مع سكوت الحكومات على تهجم الأعضاء عليها دون ردود وهو صمت غير حكيم على الإطلاق. اعتقاد بعض النواب الخاطئ بأن إعادة الانتخاب لا تتم إلا عبر شتم الحكومة والتقليل من شأنها واتهامها بكل الموبقات، متناسين أن هيبة السلطة أمر نحتاجه جميعا للحفاظ على السلام الاجتماعي في البلد. الدور السالب للإعلام الذي أصبح ينقل كل شتيمة وكل نقيصة توجه للحكومة وللسلطة على مبدأ أن ناقل الكفر ليس بكافر، والحقيقة أنه في مثل تلك الأمور يصبح ناقل الكفر هو الكافر الأول، حيث إن التصريحات الخارجة الضارة لا ضرر منها ما لم تنقلها وسائل الإعلام. الأحكام القضائية المجاملة التي تقوم على مبدأ «البراءة للجميع، المذنب قبل البريء» حيث تفشت أحكام البراءة أو الغرامة البسيطة أو عقوبات مع وقف التنفيذ دون النظر لأضرار مثل تلك الأحكام المتهاودة على أمن المجتمع السياسي والاجتماعي. ناخبون ومواطنون استبدلوا مقولة «من خدعنا بالله خُدعنا به» بمقولة: «من خدعنا بشتم النظام والتحريض عليه» خُدعنا به وصوتنا له بالأيدي والأرجل حتى لو كان نصابا وأفاقا كبيرا.
آخر محطة:
بعض مرشحي الصياح والزعيق يسكنون الڤلل والبيوت الفارهة المبنية من الكونكريت والطابوق، والاسمنت، إلا أنهم يرضون لبيوت الله أن تكون مبنية من الشينكو الصدئ والكيربي المتهالك، يقول تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) فهل يقصد رب العزة والإجلال أن يتزين عباده المسلمون عند زيارتهم المساجد ويتركوا بيوته بعيدة عن الزينة؟!