مصر جميلة بمناخها وطيبة اهلها واماكنها السياحية المتعددة التي تستحق الزيارة وقد قررت والزميل صالح الشايجي الذي اصبح يحمل لقب «مجاور النيل» ان نزور بعض ارجاء مصر المحروسة للاطلاع على احوالها وكانت نتيجة تلك الزيارات موجبة.
كانت زيارتنا الاولى برفقة الزميل العزيز اسامة الغزولي للقرية البيئية المسماة «زاد المسافر» التي اقامها الاعلامي عبده جبير في احضان الفيوم الخضراء بعد عودته من الكويت، ويمكن لزائر القرية ان يقيم بها وان يستمتع بالطبيعة والأكل الشهي من بط وسمك وفراخ غير ملوثة بالمبيدات وكل ذلك بسعر مغر جدا والقرية مليئة بالسائحين الاجانب الذين يعجبهم هذا النوع من الحياة.
ثم توجهت والزميل «مجاور النيل» الى مرسى مطروح وأقمنا في فندق سان جيوفاني الساحر الذي يقع على شاطئ الغرام حيث الصخرة التي غنت عليها الراحلة ليلى مراد اغنيتها الشهيرة «احب اتنين سوا، الميه والهوا» وقد سمي الشاطئ والشارع باسم الفيلم، وفي مطروح فندقان آخران هما الماظة وكارلوس ويقعان على شواطئ بيضاء وبحور متعددة الالوان وجميع تلك الفنادق تصنف بخمس او حتى سبع نجوم.
وارتحلنا برفقة صديق من مرسى مطروح هو السيد عبد بونويجي الذي ينتسب لقبيلة اولاد علي الى واحة «سيوة» الشهيرة التي تقع على بعد 300 كم من مطروح والواحة جميلة وتستحق الزيارة بعد انتهاء الاعمال في الطريق المباشر لها من القاهرة والذي سيختصر المسافة الى النصف وقد لاحظنا كثرة السائحين الاجانب فيها وتشتهر الواحة بتمورها وزيتونها ومياهها المعدنية ورمالها الساخنة التي تشفي امراض الروماتيزم.
ومما يحسب بالقطع لعهد الرئيس محمد حسني مبارك العمل الدؤوب والمتواصل لانشاء بُنى اساسية من طرق سريعة وخدمات ومدن متطورة على طول الطريق من القاهرة الى الاسكندرية وصولا الى مرسى مطروح وقد توقفنا في احد تلك المشاريع في طريق عودتنا للقاهرة والحقيقة ان ما شاهدناه من مروج خضراء وملاعب غولف ومطاعم ووسائل ترفيه يجعل تلك المنتجعات تضاهي مثيلاتها في الدول المتقدمة و.. عمار يا مصر، غيرك يدمر وانت تبنين.
آخر محطة:
زرنا ابان زيارتنا للقناطر الخيرية قرية «سنتريس» المجاورة التي ينتمي اليها «الدكاترة» زكي مبارك وقد سعدت بمشاهدة بيته ومكتبته وقريته التي كنت اتابع ما يكتبه عنها في مقالاته بمجلة «الرسالة» المصرية في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي.