الاشكالية الحقيقية للشباب الكويتي النشط العامل في الشركات المساهمة الكويتية (تجمع مستقبلنا) هي انهم يدفعون ثمن الاخطاء الفادحة لبعض المقامرين والمغامرين من العابثين بمصائر الشركات العامة، لذا نرجو من وزير التجارة الفاضل أحمد باقر ان يتم هذه المرة وضع الضوابط الكفيلة بمنع الانهيارات المتكررة في بورصتنا، حيث لن نملك مستقبلا الاموال الكفيلة بتعويم سوق أوراقنا المالية.
أضعنا كعرب جزءاً كبيراً من ثروتنا في انهيار الاسواق المالية العالمية، كما أضعنا جزءاً كبيراً آخر في مشاريع عمرانية ضخمة غير مدروســـة، أخـــشى أن نضيــع ما تبقى من أموالنا في بعض المشاريع شبه الخيالية التي اقترحتها الامــانة العـــامة للجامعة العربية، وأعني تحديدا مشـــروع ربط الوطن العربي بالسكك الحديدية غير المجدي اقتصاديا.
ويظهر المشروع الذي تختبئ الشياطين كالعادة في تفاصيله ان هناك 13 خطا ستتجه من الشرق الى الغرب و11 خطا من الشمال الى الجنوب، وان 11 الف كم من السكك الحديدية المهترئة الحالية ستزداد بمقدار اربعة اضعافها، أي 34 الف كم اضافية، حيث ستربط رام الله بغزة ثم عبر شمال افريقيا حتى موريتانيا كما ستربط شمال سورية بالاردن والسعودية واليمن ثم عبر البحر لجيبوتي والصومال ثم ربط شمال العراق بجنوب عمان وساحل البحر الابيض بجنوب السودان.
ومعروف ان اغلب مشاريع السكك الحديدية القائمة في الدول المتقدمة الاميركية والاوروبية واشهرها قطار «اليوروتنل» الذي يربط العاصمتين الشهيرتين لندن وباريس خاسرة رغم أن أوروبا تمتاز عنا بـ «أ» قصر المسافات، «ب» كثافة السكان بالنسبة لمساحة الارض، «جـ» كثرة الصناعات التي تحتاج الى نقل، «د» الثراء العام للناس الذي يساعدهم على الترحال الدائم والسياحة.
قد يكون البديل المناسب والممكن لمشاريع السكك الحديدية المكلفة انشاء وتشغيلا هو ربط الوطن العربي بشبكة طرق سريعة كحال الولايات المتحدة على ان تتكفل كل دولة بتكلفة الطرق التي تمر بها مع مساهمات للقطاع الخاص يتم تحصيلها عبر فرض رسوم على استخدام تلك الطرق، ان عدم مساهمة الدول المعنية بجزء من تكاليف الطرق التي تمر ببلادها سيجعلها تتهاون في صيانتها، كما انها ستعمد لإغلاقها مع أول ازمة سياسية لها مع جارتها، وما أكثر أزماتنا.
ونشرت مجلة «الاقتصاد والاعمال» في عددها هذا الشهر قائمة بأكبر 1000 شركة عربية طبقا لحسن رأسمالها السوقي في مرحلة ما بعد طوفان 2008 وقد ضمت أول 6 شركات في الترتيب 4 شركات اتصالات، اضافة الى شركة سابك وبنك الراجحي، وبالمقابل نشرت نفس المجلة الخاسرين الكبار من الازمة واحتلت صناعات قطر المركز الاول، حيث خسرت 93% من قيمتها السوقية خلال عام ثم شركة اعمار العقارية 85% وبنك دبي الاسلامي 83% ومجموعة طلعت مصطفى 75%.. الخ.
آخر محطة:
نشرت جريدة الديار المصرية في عددها الصادر في 27/1 على صفحتيها الاولى والثالثة تفاصيل مشاكل أراض تخص شركة كويتية ـ مصرية، كنا قد نبهنا لعدم صحة استخدام أموال مساهميها لشراء أراض متنازع عليها تخص أعضاء مجلس الادارة. ادعى علينا أحد الكتاب بما لم نقله، بل قلنا عكسه تماما، وقد أرسلنا له تصحيحا ومازلنا في انتظار نشره كما تقتضي ذلك الاعراف الصحافية.