سامي النصف

أهلا بالقادة

أهلا بالقادة العرب في مؤتمرهم الاقتصادي الأول في الكويت الذي هو بمنزلة وصفة أو روشتة جديدة للأمراض العربية المزمنة والخطيرة التي أثبتت التجربة المعيشة ان الروشتات السياسية لم تشفها من عللها بل زادت أمراضها سوءا حتى قاربت الأمة على الموت أو الفناء.

إن أمتنا العربية أمام مشروع «سايكس ـ بيكو» جديد، أطرافه هذه المرة ليسوا من خارج المنطقة بل يعملون من الداخل وتحت رايات براقة مدغدغة يرومون من خلالها تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم وأن نتحول مع بداية هذا القرن إلى رجل العالم المريض ـ كحال الدولة العثمانية بداية القرن الماضي ـ حتى يحل تقطيع أوصالنا وأوطاننا وتوزيعها كغنائم للطامعين.

ويمكن للقمة الحالية أن تكون البداية الصحيحة لنهضة الأمة وتقاربها وتوحدها على أسس اقتصادية سليمة، لذا فالانقسام المؤسف الحالي هو في حقيقته تباين على الأخذ إما بخيار الموت أو الحياة، التدمير أو التعمير، الحرب أو السلام، البقاء أو العدم، الأمن أو الخوف ولا ثالث بين تلك الخيارات المستحقة.

إن دولنا وشعـــوبنا أيــــها القادة هي الرابح الأكبر فيما لو اتفقتم على تفعيل القمم الاقتصادية وأولاها قمة الكويت ومتابعة قراراتها وتوصياتها، كما أن دولنا وشعوبنا هي الخاسر الأكبر فيما لو ابقينا على خلافاتنا الشديدة القائمة على معطى المزايدة ومن ثم تعريض أمننا القومي للخطر.

وضمن مخطط تدمير الأمة ما نلحظه من هجوم شرس على قياداتنا العاقلة وكأن هناك من يريد تحويل دولنا إلى مجموعة دببة أو قطيع أفيال ضخمة الأجساد لا عقل لها تتقاتل وتتطاحن طوال الوقت مما يهدد بقاءها ويتسبب في فنائها وانقراضها، ومن ذلك ما رأيناه من هجوم لا يليق بالرئيس العاقل محمود عباس وقبله الرئيس الحكيم فؤاد السنيورة على أمور لم يقرروها أو يقوموا بها.

إننا في حاجة ماسة لخارطة طريق عربية جديدة تخلق حالة سلام عامة في منطقة الشرق الأوسط الكبير وتشمل جميع الدول الأخرى الشريكة لنا في الجوار كي نحول عداءنا السياسي المتوارث معها إلى تعاون اقتصادي موجب يقوم على معادلة الربح لنا والربح لهم، ويمكن لقمة الكويت أن تكون البداية الحقيقية لمثل تلك الهجمة الاقتصادية التي ستمنع للأبد الحروب والمآسي وسفك الدماء وترسخ في المقابل أسس السلام كما جرى في أوروبا بعد الحرب الكونية الثانية.

آخر محطة:
انفردت أوروبا بحربين عالميتين، ونخشى أننا إذا لم نحقق السلام سريعا في منطقتنا أن تكون الحرب الثالثة من نصيبنا هذه المرة طال الزمن أو قصر.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *